|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
طاعة الصليب: 4 أَعْطَانِي السَّيِّدُ الرَّبُّ لِسَانَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَعْرِفَ أَنْ أُغِيثَ الْمُعْيِيَ بِكَلِمَةٍ. يُوقِظُ كُلَّ صَبَاحٍ. يُوقِظُ لِي أُذُنًا، لأَسْمَعَ كَالْمُتَعَلِّمِينَ. 5 السَّيِّدُ الرَّبُّ فَتَحَ لِي أُذُنًا وَأَنَا لَمْ أُعَانِدْ. إِلَى الْوَرَاءِ لَمْ أَرْتَدَّ. 6 بَذَلْتُ ظَهْرِي لِلضَّارِبِينَ، وَخَدَّيَّ لِلنَّاتِفِينَ. وَجْهِي لَمْ أَسْتُرْ عَنِ الْعَارِ وَالْبَصْقِ. 7 وَالسَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي، لِذلِكَ لاَ أَخْجَلُ. لِذلِكَ جَعَلْتُ وَجْهِي كَالصَّوَّانِ وَعَرَفْتُ أَنِّي لاَ أَخْزَى. 8 قَرِيبٌ هُوَ الَّذِي يُبَرِّرُنِي. مَنْ يُخَاصِمُنِي؟ لِنَتَوَاقَفْ! مَنْ هُوَ صَاحِبُ دَعْوَى مَعِي؟ لِيَتَقَدَّمْ إِلَيَّ! 9 هُوَذَا السَّيِّدُ الرَّبُّ يُعِينُنِي. مَنْ هُوَ الَّذِي يَحْكُمُ عَلَيَّ؟ هُوَذَا كُلُّهُمْ كَالثَّوْبِ يَبْلَوْنَ. يَأْكُلُهُمُ الْعُثُّ. يرى بعض الدارسين والآباء أن المتحدث هنا إشعياء النبي الذي أعلن أن الله وهبه لسان المتعلمين لكي يغيث النفوس الخائرة بكلمة الرب الحيّة؛ هذه الكلمة ليس لها زمن معين أنما تعمل فيه كل صباح، فتهبه أذنًا روحية قادرة على الاستماع للصوت الإلهي [4]. * "يوقظ (يضيف) ليّ أذنًا لأسمع" [4]. يعني إضافة (الأذن) التي من الروح... فإنه بعدما وهبه الروح قلب الأنبياء لم يعد له قلب بشري بل صار له قلب روحي، وكما قال الرسول: "لنا فكر المسيح" (1 كو 2: 16). وكأنه يقول: لقد قبلت بركة الروح وتعلمت الأمور التي لا ينطق بها إنسان ولم يكن أحد منا ولا من الأنبياء يدركها بذهنه الذاتي. القديس يوحنا الذهبي الفم القديس يوحنا الذهبي الفم إن كان السيد المسيح قد جاء معلمًا للبشرية لكنه جاء فريدًا في ذلك من جهة الآتي: أ. وهو كلمة الله واهب الحكمة والعلم والمعرفة قَبِل ناسوتنا فصار ابن الإنسان الذي يخضع ويطيع. نه العبد العبراني الذي بإرادته تقدم إلى سيده في اليوبيل ليثقب أذنه من أجل غيرته على بيت أبيه (حز 21: 6). لهذا يقول: "السيد الرب فتح ليّ أذنا وأنا لم أعاند، إلى الوراء لم أرتد" [5]. قدم نفسه بإرادته لا لثقب أذنيه فحسب وإنما لبذل حياته، فأطاع حتى الموت موت الصليب. في طاعته الباذلة والمملوءة حبًا قدم ليس فقط أذنيه للثقب، وإنما أيضًا ظهره للضرب، وخديه للناتفين ووجهه للعار والبصق... قدم كل حياته محتملًا الآلام لنُحسَب نحن العصاة مطيعين فيه، ونجد نحن المتألمون فيه راحة. * ربنا ومخلصنا يسوع المسيح مثال لنا كيف نتألم... فبإرادته سمح لهم أن يقودوه حتى الموت، فنرى فيه صورة لكل صلاح وخلود. بذلك هو مثال لنا، نتبعه فنستطيع أن ندوس على الحيات والعقارب وكل قوة العدو. البابا أثناسيوس الرسولي القديس يوحنا الذهبي الفم القديس أغسطينوس في نبوة صريحة واضحة تحدث إشعياء النبي عن أحداث الصليب فقال على لسان المخلص: "بذلت ظهري للضاربين، وخدي للناتفين، وجهي لم أستر عن العار والبصق" [6]. * أظهرت ليّ تدبير تعطفك. احتملت ظلم الأشرار، بذلت ظهرك للسياط، وخديك أهملتهما للّطم. لأجلي يا سيدي لم ترد وجهك عن خزي البصاق. أتيت إلى الذبح مثل حمل حتى إلى الصليب... القداسالاغريغوري كيف تجاسرت أيها اللسان أن تنضح بالبصاق...؟! كيف احتملِت أيتها الأرض هزء الابن...؟! منظر مخوف، مملوء دهشة، أن يرى الإنسان الشمع قائمًا يتفل في وجه اللهيب... وهذه أيضًا من أجل آدم حدثت، لأنه كان مستحقًا البصاق، لأنه زل! وعوض العبد قام السيد يقبل هذا كله! قدم وجهه ليستقبل البصاق، لأنه وعد في إشعياء أنه لا يرد وجهه عن احتمال خزي البصاق...! مار يعقوب السروجي * أما قوله "لإظهار بره" فماذا يعني...؟ ليس فقط من جهة كونه بارًا، وإنما يجعل أولئك المملوءين بقروح الخطية النتنة أبرارًا... إذًا لا تشك... لا ترفض برّ الله الذي هو ليس بأعمال (الناموس) إنما بالإيمان (الحيّ) وهو سهل ومفتوح للجميع. القديس يوحنا الذهبي الفم |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|