القديس يوحنا الذهبي الفم: [تعمق بالأكثر ذاكرًا مثالًا يخترق أعمق الأمور، قائلًا: "كفرح العريس بالعروس هكذا يفرح بك الرب" (إش 62: 5). فالحب يكون في أوَجِه عند البداية (بين العروسين). وقد استخدم هذا الأسلوب لا ليحمل شيئًا بشريًا إنما لكي نلمس شدة التهاب محبته الحقيقية...].
من جانبها تركته رفضت أن تعيش في فرح العرس السماوي الدائم، أما من جانبه فأنه يعمل لحسابهم كمخلص يفديهم بحياته، قدير لا يعجز عن العمل من أجلهم، إذ يقول: "هل قصرت يدي عن الفداء؟! وهل ليس فيَّ قدرة للإنقاذ؟! هوذا بزجرتي أُنشِّف البحر، أجعل الأنهار قفرًا، ينتن سمكها من عدم الماء ويموت بالعطش. أُلبس السموات ظلامًا وأجعل المِسْحَ غطاءها" [2-3].
لقد جاء السيد بنفسه كما إلى بيته ليخلص بعدما ناداها خلال الناموس والأنبياء، جاء ليخلص ومع هذا ففي سخرية قالت أمتَّه وخاصته: "خلَّص آخرين وأما نفسه فما يقدر أن يخلصها؛ إن كان هو ملك إسرائيل فلينزل الآن عن الصليب فنؤمن به" (مت 27: 42).
هكذا سخرت به أمتَّه، مع أنه هو الذي أقام لها طريقًا وسط بحر سوف ونهر الأردي، وعند صلبه ثارت الطبيعة فانكسفت الشمس وانخسف القمر، وحلّ الظلام على وجه الأرض.