|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"جَسَدي طَعامٌ حَقّ وَدمي شَرابٌ حَق" إلى جَسَد المسيح ودَمه، وهما غِذَاء حقيقي للنَّفس كما جاء في العشاء الأخير. واستخدم بولس الرَّسول تعبير الجَسَد والدَم في حديثه عن التناول" كُلَّمَا أَكَلتُم هَذا الخُبزِ وشَرِبتُم هذِه الكَأس تُعلِنونَ مَوتَ الرَّبِّ إلى أن يَأتي" (1 قورنتس 11: 26). أمَّا عبارة "حَقّ " في الأصل اليوناني ἀληθής (معناه حقيقي) فتشير إلى أمر حقيقي غير مزيَّف بل يختص بحاجة الإنسان الحقيقيَّة، والحاجة الحقيقيَّة تختص بالرُّوح والحَياة الأَبدِيَّة وليس مجرد عمل إعجازي دنيوي مظهري كما يطلب اليهود "أَيُّ آيةٍ تَأتينا بِها أَنتَ فنَراها ونَؤمِنَ بكَ؟ ماذا تَعمَل؟" (يوحنا 6: 30). لم يفصح المسيح هنا عن السِّر الذي سيتم بالخُبزِ والخمر، إنَّما تركه ليصنعه أمام التلاميذ ليلة الخميس المقدسة في العشاء الأخير مع تلاميذه. أمَّا عبارة " طَعامٌ حَقّ وشَرابٌ حَقّ" فتشير إلى العشاء الأخير حيث الخُبزِ (الطَّعام) والخمر (الشَّراب)، هما جَسَد المسيح ودَمه، وهما يُحققان غاية الطَّعام والشَّراب. وغاية الطَّعام والشَّراب هي ضمان الحَياة. وهذه الحَياة هي مشاركة مع الآب والابن. فالمسيح الذي تجَسَد (يوحنا 1: 14) ألا يستطيع أن يكون حاضرا تحت أعراض الخُبزِ والخمر؟ ويسوع الذي كثّر الخُبزِ والسَّمك (يوحنا 6: 1-15) ألا يستطيع أن يكثِّر حضوره تحت أعراض الخُبزِ والخمر؟ إنَّه سرُّ الإيمان. وقد أكَّد القديس أوغسطينوس على الإيمان بالحضور الحقيقي بقوله: "هذا الخُبزِ الذي ترونه على المذبح، وقد قدسه كلام الله، هو جَسَد المسيح؛ وهذه الكأس، أو بالحري ما في هذه الكأس، وقد قدَّسه كلام الله، هو دَم المسيح" (العظة 227). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|