|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"الخُبزِ الَّذي سأُعْطيه أَنا" فتشير إلى الخُبزِ الذي يُعطيه يسوع بتقديم جَسَده، وهذا ما ندعوه سرَّ القربان الأقدس أو الإفخارستيا. والإفخارستيا كلمة يونانية ευχαριστία صدرت عن رسالة بولس في كلامه عن يسوع في تأسيس سر القربان " وهو أَنَّ الرَّبَّ يسوع في اللَّيلَةِ الَّتي أسلِمَ فيها أخَذَ خُبْزًا وشَكَرَ εὐχαριστήσας، ثُمَّ كَسَرَه وقال: هذا هو جَسَدي، إِنَّه مِن أَجْلِكُم. اِصنَعوا هذا لِذِكْري" (1 قورنتس 11: 24). اختار يسوع أكثر السبل طبيعية وبشرية وسهلة المنال لكي يهبنا الله حياته ونحيا بها، إذ أصبح خبزًا، مقدِّمًا نفسه قوتًا للبشرية جمعاء. لا يقتصر الخبز على تناول الإفخارستيا فحسب، إنَّما علينا أن نعيش علاقة عميقة معه. أمَّا عبارة "سأُعْطيه أَنا" فتشير إلى كلمات يسوع " أَبي يُعطيكُم خُبزَ السَّماء الحَقّ" (يوحنا 6: 32) مِمَّا يدل على إرادة الآب والابن أن يحيا الجميع أبديًا وليس موقتًا، كما حدث مع بني العهد القديم الذي حصل على مَنْ السَّماء فأكلوه وعاشوا أيامًا على الأرض ثم ماتوا أبديًا (خروج 16: 35). أمَّا عبارة "هو جَسَدي" في الأصل اليوناني σάρξ (معناه لحم ودَمَ) فتشير إلى ما يكوّن حقيقة الإنسان، بما فيه من إمكانيات وضعف بالوهن والفناء والزوال والّتي تتسم نهايتها بالموت (يوحنا 1: 14)، وتقابلها كلمة "بشر" في اللُّغة العربية، أي المخلوق الضَّعيف إزاء الخالق القوي الكبير. وهذه اللَّفظة أطلقت على تجسُّد كلمة الله "الكَلِمَةُ صارَ بَشَرًا" σὰρξ (يوحنا 1: 14)، أي أنّ يسوع شارك بشكل كامل في بُعد المحدوديّة والفقر والموت الّذي يُميز الطبيعة البشريّة. لقد تولى البداية لاستكمالها في جسده، هذا هو إذن الواقع البشري الملموس والهش والمحدود الّذي تتخذه كلمة الله. ومن هذه الزَّاوية تدل اللَّفظة "بشر" على قيمة التَّجَسُّد من أجل الخلاص، لآنَّ يسوع منح طبيعته البشرية ليكون قوتًا للإنسان، واستخدم الجَسَد مجازيًا بدل الخُبزِ كونه ذبيحة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|