|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الله المخلص المُحتجب: 14 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «تَعَبُ مِصْرَ وَتِجَارَةُ كُوشٍ وَالسَّبَئِيُّونَ ذَوُو الْقَامَةِ إِلَيْكِ يَعْبُرُونَ وَلَكِ يَكُونُونَ. خَلْفَكِ يَمْشُونَ. بِالْقُيُودِ يَمُرُّونَ وَلَكِ يَسْجُدُونَ. إِلَيْكِ يَتَضَرَّعُونَ قَائِلِينَ: فِيكِ وَحْدَكِ اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. لَيْسَ إِلهٌ». 15 حَقًّا أَنْتَ إِلهٌ مُحْتَجِبٌ يَا إِلهَ إِسْرَائِيلَ الْمُخَلِّصَ. 16 قَدْ خَزُوا وَخَجِلُوا كُلُّهُمْ. مَضَوْا بِالْخَجَلِ جَمِيعًا، الصَّانِعُونَ التَّمَاثِيلَ. 17 أَمَّا إِسْرَائِيلُ فَيَخْلُصُ بِالرَّبِّ خَلاَصًا أَبَدِيًّا. لاَ تَخْزَوْنَ وَلاَ تَخْجَلُونَ إِلَى دُهُورِ الأَبَدِ. 18 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلًا. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ. 19 لَمْ أَتَكَلَّمْ بِالْخِفَاءِ فِي مَكَانٍ مِنَ الأَرْضِ مُظْلِمٍ. لَمْ أَقُلْ لِنَسْلِ يَعْقُوبَ: بَاطِلًا اطْلُبُونِي. أَنَا الرَّبُّ مُتَكَلِّمٌ بِالصِّدْقِ، مُخْبِرٌ بِالاسْتِقَامَةِ. انشغل اليهود كما الأمم بقصة كورش في حرفيتها وفي أعماله الزمنية، مع أنه كان يليق بالكل أن يخترقوا الحرف ويلتقوا بالله المحتجب العامل وراء التاريخ لخلاص الجميع. ففي عتاب أبوي يقول الرب: "اسألوني عن الآتيات. من جهة بنيَّ ومن جهة عمل يديَّ أوصُوني" [11]. أود ألا تنشغلوا إلاَّ بالآتيات أي بالمستقبل الأبدي حيث يليق بكم أن تطلبوا ملكوت الله وبره وهذه كلها تزاد لكم. وأن تُصلّوا من أجل بنيه، أي ننشغل في صلواتنا بمؤمنيه وعمل يديه، إذ يليق بنا أن ندرك مركزنا ودالتنا العجيبة لديه. بمعنى آخر ملكوتنا الأبدي وشهادتنا للغير واشتياقنا إلى خلاص كل إنسان، هذه كلها أمور أهم من التذمر على قيام كورش بهذا الدور في خلاصهم من السبي البابلي. مرة أخرى يؤكد لهم أنه يجب أن ينشغلوا به لا بكورش فهو "إله محتجب... المخلص" [15]؛ هو العامل في الخفاء. سمات هذا الخلاص الإلهي هي: أ. خلاص مجاني: "أنا قد أنهضته بالنَصر، وكل طرقه أُسهل، وهو يبني مدينتي، ويُطلق سبيي بلا ثمن ولا بهدّية يقول رب الجنود" [13]. فقد حقق كورش خطة الله نحو شعبه دون انتظار مكافأة من الشعب؛ لم يدفعوا ثمنًا لكورش من أجل تسهيل الطرق لهم وبناء المدينة وتحريرهم من السبي. كان ذلك رمزًا لخلاص السيد المسيح المجاني كقول الرسول بولس: "متبررين مجانًا بنعمته بالفداء الذي بيسوع المسيح، الذي قدمه الله كفارة بالإيمان بدمه لإظهار بره من أجل الصفح عن الخطايا السالفة بإمهال الله" (رؤ 3: 24-25). ب. خلاص جماعي: يحول المصريين والكوشيين والسبائيين إلى الإيمان، فيدخلوا إسرائيل الجديد بروح الاتضاع والعبادة [14]. لقد بسط ربنا يسوع المسيح يديه على الصليب ليضم بالواحدة الشعب القديم وبالآخر جماعة الأمم، لقد ضم العالم كله في أحضانه ليرفع البشرية إلى البنوة للآب بروحه القدوس. ج. خلاص أبدي: "أما إسرائيل فيخلص بالرب خلاصًا أبديًا، لا تخزون ولا تخجلون إلى دهر دهور الأبد" [17]. د. خلاص علني: "لم أتكلم بالخفاء في مكان من الأرض مظلم" [19]. لقد صلب رب المجد علانية على جبل الجلجثة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|