|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تذمر على اختيار كورش: 9 «وَيْلٌ لِمَنْ يُخَاصِمُ جَابِلَهُ. خَزَفٌ بَيْنَ أَخْزَافِ الأَرْضِ. هَلْ يَقُولُ الطِّينُ لِجَابِلِهِ: مَاذَا تَصْنَعُ؟ أَوْ يَقُولُ: عَمَلُكَ لَيْسَ لَهُ يَدَانِ؟ 10 وَيْلٌ لِلَّذِي يَقُولُ لأَبِيهِ: مَاذَا تَلِدُ؟ وَلِلْمَرْأَةِ: مَاذَا تَلِدِينَ؟». 11 هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ وَجَابِلُهُ: «اِسْأَلُونِي عَنِ الآتِيَاتِ! مِنْ جِهَةِ بَنِيَّ وَمِنْ جِهَةِ عَمَلِ يَدِي أَوْصُونِي! 12 أَنَا صَنَعْتُ الأَرْضَ وَخَلَقْتُ الإِنْسَانَ عَلَيْهَا. يَدَايَ أَنَا نَشَرَتَا السَّمَاوَاتِ، وَكُلَّ جُنْدِهَا أَنَا أَمَرْتُ. 13 أَنَا قَدْ أَنْهَضْتُهُ بِالنَّصْرِ، وَكُلَّ طُرُقِهِ أُسَهِّلُ. هُوَ يَبْنِي مَدِينَتِي وَيُطْلِقُ سَبْيِي، لاَ بِثَمَنٍ وَلاَ بِهَدِيَّةٍ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ». يبدو أن تذمرًا قد حدث بين اليهود كما أيضًا بين الأمم؛ تذمر اليهود على الله لأنه يحقق الخلاص برجل وثني، فإن اختياره يحطم كبرياءهم وتعصبهم لبني جنسهم. هذا من جانب اليهود أما الأمم فقد تمرمرت نفس بعضهم أن يقوم أحدهم بهذا الدور فيحقق خلاصًا لليهود من السبي ويساعد على إقامة الشعائر بأورشليم. أمام هذا الوضع رفع إشعياء قلبه نحو الله ليقدم صلاة ليتورجية فيها يعلن أن ما يحدث خلال كورش هو رمز لما يتحقق بواسطة السيد المسيح. وكأنه يطلب من اليهود كما من الأمم أن يتحوَّلوا عن تذمرهم إلى خبرة الخلاص المجاني المقدم للكل. هذا ما دفع إشعياء إلى التحول في الحديث من كورش إلى المسيح برُّنا وخلاصنا، إذ يقول: "أُقطُري أيتها السموات من فوق، وليُنزِل الجوُّ بِرًّا. لتنفتح الأرض فيُثمر الخلاصُ، ولتُنبت بِّرًا معًا، أنا الربَّ قد خلقتُهُ" [8]. وكأنه يردد ما جاء في سفر المزامير: "لأن خلاصه قريب من خائفيه، ليسكن المجد أرضنا. الرحمة والحق التقيا. البر والسلام تلاثما. الحق من الأرض ينبت والبر من السماء يطلع إلخ..." (مز 85: 9-13)؛ "الأرض أعطت غلتها، يباركنا الله إلهنا" (مز 67: 6)؛ "تحمل الجبال سلامًا للشعب والآكام بالبر" (مز 72: 3)... كأن النبي يردد أن الخلاص يتم لا بسبب كورش وإنما خلال خلاص السيد المسيح وبره... فيه يتحقق سلامنا خلال تلاقي الرحمة مع الحق، أو الرحمة مع العدل الإلهي، إذ على الصليب دفع الثمن كاملًا خلال بره اللانهائي. يرى القديس أغسطينوس أنه في المسيح تلاقى اليهود مع الأمم خلال تلاقي الحق مع الرحمة؛ فاليهود عرفوا الحق خلال الشريعة والنبوات، وقَبِل الأمم الرحمة بعد أن تركوا عبادتهم الوثنية، وتلاقى هؤلاء مع أولئك كشعب واحد بار ومقدس للرب. في السيد المسيح تلاقت السموات مع الأرض، إذ هو ابن الله السماوي صار ابنًا للبشر، وُلد كبَشري على أرضنا... لهذا يقول النبي: "أُقطري أيتها السموات من فوق، وليْنزل الجو بّرًا" [8]، وكأنه يقول: "طأطأ السموات ونزل" (مز 18: 9)، نزل البار القدوس كما من سمواته ليحقق خلاصنا. أما قوله: "لتنفتحِ الأرضُ فيُثمرَ الخلاصُ ولتُنبت برًا معًا" [8] فيعني: "الحق من الأرض ينبت" (مز 85). وكما يقول القديس أغسطينوس: [وُلد المسيح من امرأة؛ ابن الله صار جسدًا. ما هو الحق؟ ابن الله! ما هي الأرض؟ الجسد... لكن الحق الذي نبت من الأرض كان قبل الأرض، به خُلقت السموات والأرض؛ لكن لكي يتطلع البر من السماء، أي لكي يتبرر البشر بالنعمة الإلهية، وُلد الحق من العذراء مريم، ليستطيع أن يُقدم ذبيحة تبررهم، ذبيحة الألم، ذبيحة الصليب]. بعدما حول النبي أنظارنا من كورش إلى المسيح المخلص خلال ذبيحته الفريدة القادرة أن تبرر، عاتب اليهود والأمم على تذمرهم ضد الرب، مقدمًا ويْلَيْن: أ. الويل الأول: دخول الخزف في مخاصمة مع الخزاف، والطين مع جابله، فإنه ليس من حق قطعة الخزف أن تُطالب صانعها بشكل معين كأن تقول له: "عملك ليس له يدان" [9]... أي صنعت الخزف بدون يدين. ب. الويل الثاني: احتجاج الطفل على أبيه وأمه "ماذا تلد؟" أو "ماذا تلدين؟"... كنت أود أن تلدانني ملاكًا لا إنسانًا يحمل ضعفًا بشريًا ويدخل تحت أثقال الحياة الأرضية ومتاعبها. يليق بنا كخزف أو كبنين أن نشكر جابلنا وأبانا لا أن نتذمر عليه! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اختيار الله لأولاده المؤمنين هو اختيار ليهبهم أمجاد على الأرض وفى السماء |
موسى و تذمر الشعب |
تبعيرة تذمر بلا سبب |
تذمر البعض |
ابليس بيملانا تذمر |