|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إشعياء يعود فيطمئن حزقيا: 21 فَأَرْسَلَ إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ إِلَى حَزَقِيَّا قَائِلًا: «هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي صَلَّيْتَ إِلَيْهِ مِنْ جِهَةِ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ: 22 هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ عَلَيْهِ: اِحْتَقَرَتْكَ. اسْتَهْزَأَتْ بِكَ الْعَذْرَاءُ ابْنَةُ صِهْيَوْنَ. نَحْوَكَ أَنْغَضَتِ ابْنَةُ أُورُشَلِيمَ رَأْسَهَا. 23 مَنْ عَيَّرْتَ وَجَدَّفْتَ، وَعَلَى مَنْ عَلَّيْتَ صَوْتًا، وَقَدْ رَفَعْتَ إِلَى الْعَلاَءِ عَيْنَيْكَ؟ عَلَى قُدُّوسِ إِسْرَائِيلَ! 24 عَنْ يَدِ عَبِيدِكَ عَيَّرْتَ السَّيِّدَ، وَقُلْتَ: بِكَثْرَةِ مَرْكَبَاتِي قَدْ صَعِدْتُ إِلَى عُلُوِّ الْجِبَالِ، عِقَابِ لُبْنَانَ، فَأَقْطَعُ أَرْزَهُ الطَّوِيلَ وَأَفْضَلَ سَرْوِهِ، وَأَدْخُلُ أَقْصَى عُلُوِّهِ، وَعْرَ كَرْمَلِهِ. 25 أَنَا قَدْ حَفَرْتُ وَشَرِبْتُ مِيَاهًا، وَأُنَشِّفُ بِبَطْنِ قَدَمِي جَمِيعَ خُلْجَانِ مِصْرَ. 26 أَلَمْ تَسْمَعْ؟ مُنْذُ الْبَعِيدِ صَنَعْتُهُ. مُنْذُ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ صَوَّرْتُهُ. الآنَ أَتَيْتُ بِهِ. فَتَكُونُ لِتَخْرِيبِ مُدُنٍ مُحَصَّنَةٍ حَتَّى تَصِيرَ رَوَابِيَ خَرِبَةً. 27 فَسُكَّانُهَا قِصَارُ الأَيْدِي قَدِ ارْتَاعُوا وَخَجِلُوا. صَارُوا كَعُشْبِ الْحَقْلِ وَكَالنَّبَاتِ الأَخْضَرِ، كَحَشِيشِ السُّطُوحِ، وَكَالْمَلْفُوحِ قَبْلَ نُمُوِّهِ. 28 وَلكِنَّنِي عَالِمٌ بِجُلُوسِكَ وَخُرُوجِكَ وَدُخُولِكَ وَهَيَجَانِكَ عَلَيَّ. 29 لأَنَّ هَيَجَانَكَ عَلَيَّ وَعَجْرَفَتَكَ قَدْ صَعِدَا إِلَى أُذُنَيَّ، أَضَعُ خِزَامَتِي فِي أَنْفِكَ وَشَكِيمَتِي فِي شَفَتَيْكَ، وَأَرُدُّكَ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جِئْتَ فِيهِ. 30 «وَهذِهِ لَكَ الْعَلاَمَةُ: تَأْكُلُونَ هذِهِ السَّنَةَ زِرِّيعًا، وَفِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ خِلْفَةً، وَأَمَّا السَّنَةُ الثَّالِثَةُ فَفِيهَا تَزْرَعُونَ وَتَحْصِدُونَ، وَتَغْرِسُونَ كُرُومًا وَتَأْكُلُونَ أَثْمَارَهَا. 31 وَيَعُودُ النَّاجُونَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا الْبَاقُونَ يَتَأَصَّلُونَ إِلَى أَسْفَلَ، وَيَصْنَعُونَ ثَمَرًا إِلَى مَا فَوْقُ. 32 لأَنَّهُ مِنْ أُورُشَلِيمَ تَخْرُجُ بَقِيَّةٌ، وَنَاجُونَ مِنْ جَبَلِ صِهْيَوْنَ. غَيْرَةُ رَبِّ الْجُنُودِ تَصْنَعُ هذَا. 33 «لِذلِكَ هكَذَا يَقُولُ الرَّبُّ عَنْ مَلِكِ أَشُّورَ: لاَ يَدْخُلُ هذِهِ الْمَدِينَةَ، وَلاَ يَرْمِي هُنَاكَ سَهْمًا، وَلاَ يَتَقَدَّمُ عَلَيْهَا بِتُرْسٍ، وَلاَ يُقِيمُ عَلَيْهَا مِتْرَسَةً. 34 فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ يَرْجعُ، وَإِلَى هذِهِ الْمَدِينَةِ لاَ يَدْخُلُ، يَقُولُ الرَّبُّ. 35 وَأُحَامِي عَنْ هذِهِ الْمَدِينَةِ لأُخَلِّصَهَا مِنْ أَجْلِ نَفْسِي، وَمِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِي». صلى حزقيا إلى الله فجاءت الإجابة سريعة عن طريق إشعياء النبي، مضمونها الآتي: أ. إن كان سنحاريب قد جدف على الله وسخر به، فقد وجه الرب حديثه إلى سنحاريب يسخر به قائلًا: "احتقرتك، استهزأت بك ابنة صهيون، نحوك انغضت ابنة أورشليم رأسها..." [22] إلخ.... وكأنه يقول له: إن كنت قد هجت عليّ كحيوان مفترس فإنني أعرف أن اضبطك وأسخر بك خلال العذراء ابنة صهيون ابنة أورشليم... أو كأنه يقول له: أنت تأتيني بجيشك الضخم وأنا أُحطمك بفتاة عذراء تحتقرك. أنت تفتخر بكثرة مركباتك، إذ صعدت إلى الجبال العالية وقطعت أرز لبنان وسروه وتعمقت إلى وعر الكرمل ولم تدرك قدرتي، فإنني إذ أحفر في الجبال بيدي أبعث ماءً للشرب وإذ أطأ الأنهار بقدميّ اُجففها، في يدي مفاتيح الطبيعة... أذكر ما فعلته بفرعون أيام موسى النبي [24-26]. أذكر ما فعلته بالأمم حين وهبت أرض الموعد لشعبي! تعلَّم من التاريخ خلال وقائع عملية حتى لا تتحطم! يعلن الله لسنحاريب أنه ضابط الكل والعارف بالسرائر، ليس محتاجًا أن يبعث إليه رسائل للتجديف عليه، فأنه يعرف جلوسه وخروجه ودخوله وهيجانه عليه... ويستطيع أن يشكمه كالحيوانات فيضع خزامة في أنفه وشكيمة (لجامًا) في شفتيه، ويديره كحيوان مُقاد ليعود من حيث جاء. بمعنى آخر سخر الله به من جوانب عدة: يستطيع أن يهينه خلال فتاة عذراء تحتقره؛ يُثير الطبيعة ضده، يضبط تحركاته ويقوده إلى حيث لا يشاء! بمعنى آخر الله يذل عدو الخير خلال كنيسته العذراء البتول، مسخرًا الطبيعة لحساب ملكته، ومحطمًا كل إمكانيات وخطط عدو الخير. جاء في سيرة القديسة ميلانية أن عدو الخير قد أدرك أن كل صراعاته ضدها قد باءت بالفشل، شعر بالهزيمة واستسلم ولم يعد قادرًا على مقاومتها. ويرى العلامة أوريجانوس أنه يليق بنا أن نلوم أنفسنا عندما نخطئ ولا نحسب أن الشيطان هو علة خطأنا كما يظن العامة البسطاء. لقد أعطينا بالمسيح يسوع قدرة على تحطيم العدو إن أردنا. ب. أعطى الله لحزقيا علامة مجيدة لينزع عنه الرعب من المصاعب التي تحل عليه بسبب غزو سنحاريب [30-32]. إن كان العدو قد استولى على الحصاد حتى لم تبق بذار للزرع الأمر الذي يقود إلى حدوث مجاعة أو على الأقل إلى عجز في الطعام، فإن الزرع يخرج في تلك السنة دون حاجة إلى بذار (ربما من البواقي التي سقطت عفوًا)؛ وهكذا في السنة التالية، وأما في السنة الثالثة حيث يسترد الشعب طاقته فتعود الحياة طبيعية. كأن الله يعمل معهم عجبًا ما داموا عاجزين وإمكانياتهم معدمة، حتى متى صاروا في وضعهم الطبيعي يعمل بهم خلال الحياة الطبيعية وخلال قوانين الطبيعة. كانت هذه العلامة رمزًا للبقية الناجية من يهوذا فإن نجاتهم هي عطية من الله بالرغم من مقاومة الأعداء وعنفهم، إذ يقول: "يتأصلون إلى أسفل ويصنعون ثمرًا إلى ما فوق" [31]، كأن العدو قد استأصلهم تمامًا، فصاروا كمن هم بلا جذور، كلن الله يُقيمهم ويهبهم ثمرًا كما فعل بالزرع في السنتين الأولى والثانية من غزو سنحاريب... "غيرة رب الجنود تصنع هذا" [32]. أي أن هذا الخلاص لا يتحقق عن استحقاق بشري إنما عن حب الله لشعبه وغيرته عليه بكونه العريس السماوي الغيور على عروسه لتصير مقدسة له لا يغتصبها آخر. "هكذا قال رب الجنود: غرت إلى أورشليم وعلى صهيون غيرة عظيمة" (زك 1: 14). "لأن الرب اسمه غيور، إله غيور هو" (خر 34: 14). خلال هذه العلامة يعلن الله بركات نحو شعبه، وهي: أولًا: خلاص الشعب من الدينونة فلا يحل بهم القحط بل يتمتعون بثمر وفير [30]. ثانيًا: تُزرع البقية من جديد في أورشليم [32] إشارة إلى تجديد الطبيعة البشرية ورعاية الله لكنيسته. ثالثًا: يصنعون ثمرًا إلى فوق [31]، أي يحملون طبيعة سماوية علوية. رابعًا: انتشار الكرازة من أورشليم [32]. خامسًا: سّر هذا العمل الخلاصي هو نار محبة الله وغيرته المتقدة [32]. ج. تأكيد الله أن سنحاريب لن يدخل أورشليم [33-35]؛ لن يصّوِب نحوها سهمًا واحدًا ولا يتقدم عليها بترس، ولا يقيم عليها مترسة... إنما يعود في خزي من حيث جاء. هكذا يستخدم الله -في محبته لأولاده- كل وسيلة لينزع عنهم القلق، مؤكدًا لهم حمايته ورعايته ومحبته العملية نحوهم. د. سرّ حمايته لشعبه ليس بَّرهم الذاتي وإنما غيرته على مجده وعهوده مع أولاده المحبوبين مثل داود. فإنه ليس من أجل يهوذا ولا من أجل صلوات حزقيا المثيرة يتدخل الله وإنما كما قال: "وأحامي عن هذه المدينة لأخلصها من أجل نفسي ومن أجل داود عبدي" [35]. لقد مات داود لكن حياته مستمرة خلال صلواته المرفوعة التي من أجلها يحامي الله عن مدينة أورشليم. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|