المسيح واهب السَلام
يعتبر هذا الأصحاح ختامًا جميلًا للحديث عن الصراع الذي قام بين أورشليم وآشور، فبعدما كرر التحذير من الالتجاء إلى فرعون والاتكال على الذراع البشري، يُقدم لنا السيد المسيح كملك روحي يهب السلام والعدل.
بركات مملكة المسيح:
1 هُوَذَا بِالْعَدْلِ يَمْلِكُ مَلِكٌ، وَرُؤَسَاءُ بِالْحَقِّ يَتَرَأَّسُونَ. 2 وَيَكُونُ إِنْسَانٌ كَمَخْبَأٍ مِنَ الرِّيحِ وَسِتَارَةٍ مِنَ السَّيْلِ، كَسَوَاقِي مَاءٍ فِي مَكَانٍ يَابِسٍ، كَظِلِّ صَخْرَةٍ عَظِيمَةٍ فِي أَرْضٍ مُعْيِيَةٍ. 3 وَلاَ تَحْسِرُ عُيُونُ النَّاظِرِينَ، وَآذَانُ السَّامِعِينَ تَصْغَى، 4 وَقُلُوبُ الْمُتَسَرِّعِينَ تَفْهَمُ عِلْمًا، وَأَلْسِنَةُ الْعَيِيِّينَ تُبَادِرُ إِلَى التَّكَلُّمِ فَصِيحًا. 5 وَلاَ يُدْعَى اللَّئِيمُ بَعْدُ كَرِيمًا، وَلاَ الْمَاكِرُ يُقَالُ لَهُ نَبِيلٌ. 6 لأَنَّ اللَّئِيمَ يَتَكَلَّمُ بِاللُّؤْمِ، وَقَلْبُهُ يَعْمَلُ إِثْمًا لِيَصْنَعَ نِفَاقًا، وَيَتَكَلَّمَ عَلَى الرَّبِّ بِافْتِرَاءٍ، وَيُفْرِغَ نَفْسَ الْجَائِعِ وَيَقْطَعَ شِرْبَ الْعَطْشَانِ. 7 وَالْمَاكِرُ آلاَتُهُ رَدِيئَةٌ. هُوَ يَتَآمَرُ بِالْخَبَائِثِ لِيُهْلِكَ الْبَائِسِينَ بِأَقْوَالِ الْكَذِبِ، حَتَّى فِي تَكَلُّمِ الْمِسْكِينِ بِالْحَقِّ. 8 وَأَمَّا الْكَرِيمُ فَبِالْكَرَائِمِ يَتَآمَرُ، وَهُوَ بِالْكَرَائِمِ يَقُومُ.
الحديث هنا خاص بمملكة مزدهرة، يرى بعض الدارسين أنها مملكة حزقيا التي بدأت بالإصلاح الروحي والاجتماعي وإن كان كثيرون لم يصلحوا إلاَّ الشكل الخارجي؛ ويرون آخرون أن الحديث هنا عن السيد المسيح لأن البركات المذكورة هنا لم تتحقق في أيام حزقيا؛ غير أن فريقًا ثالث يرى أنه حديث عن الملك حزقيا أو غيره من الملوك كظل للسيد المسيح.