|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء وطقس تدشين الأيقونات: – التدشين هو التكريس أى التقديس والتخصيص لله… فتصير الأيقونة بعد تدشينها أداة مقدسة لإعلان حضور الله بفعل الروح القدس ؛ لذلك وجب تكريمها والتبخير أمامها وتقبيلها بكل وقار – يقوم بطقس التدشين الأب الأسقف وليس غيره… والأصل فى ذلك أن كل أعمال الكهنوت كالمعمودية والأفخارستيا وسيامات الكهنوت والشمامسة والتدشين والزواج وغيره كان يقوم بها الأب الأسقف ويعاونه فى ذلك الأباء الكهنة… وعندما اتسعت المسيحية وكثر المؤمنون وظهرت الحاجة ملحة إلى ممارسات كهنوتيه فى كل مكان وفى أطراف الإيبارشيات، سمح للكاهن بأن يمارس الممارسات المتكررة كالمعمودية والافخارستيا والزواج ومسحة المرضى وغيره… أما الطقوس التى قد تمارس مرة واحدة فى العمر وفى مناسبات نادرة مثل تدشين الكنائس والمعموديات والأيقونات وإدارة المذبح فطلب من اختصاص الأسقف بالإضافة إلى سيامات الكهنوت والشمامسة – فى الصلاة التى يصليها الأب الأسقف لتدشين الأيقونة يذكر الأساس الكتابى واللاهوتى لعمل الأيقونات أ- الأساس الكتابى : “أيها السيد الرب الله ضابط الكل أبا ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح الذى من قبل عبده موسى أعطانا الناموس منذ البدء أن يضع فى قبة الشهادة (خيمة الاجتماع) نماذج للشاروبيم (تماثيل) هؤلاء الذين يغطون بأجنحتهم على المذبح. وأعطيت كلمة لسليمان من جهة البيت الذى بناه لك فى أورشليم” وهنا فى ايجاز تذكر الكنيسة مرجعها الكتابى فى عمل الأيقونة.. وكأنها ترفع أذهان المؤمنين وأن يرجعوا فى الكتاب كل الزينة والنقوش والصور والمثالات التى صنعها كل من موسى وسليمان عند بناء بيت الله سواء أيام أن كان خيمة أو عندما بنى كحجارة ب- الأساس اللاهوتى : “وظهرت لاصفيائك الرسل بتجسد ابنك الوحيد ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح ليبنوا لك كنائس وأديرة على اسم قديسيك وشهدائك” وهنا تبرز الكنيسة إن الأساس الخريستولوجى الذى تبنى عليه الكنائس وما فيها هو ظهور الابن الوحيد وتجسده ج- عمل الروح القدس : “من أجل هذا نسأل ونطلب منك يا محب البشر أرسل روحك القدوس على هذه الصور التى للقديسين أو (للشهداء) (الفلانيين)” إننا نؤمن إيماناً قاطعاً أن الروح القدس يحل على الأيقونات بالصلاة وبالدهن بالميرون فيقدسها ويؤهلنا للكرامة والتوقير الذين تستحقها فيرشم الأسقف الأيقونات بالميرون وينفخ فيها نفخة الروح القدس قائلاً : “فليكونوا ميناء خلاص. ميناء ثبات.. لكى من يتقدم إليهم بأمانة (بإيمان صادق) ينال نعمة من الله بواسطتهم لمغفرة الخطايا” انه تعبير رائع تطلقة الكنيسة على الأيقونة إنها ميناء خلاص وميناء ثبات لكل نفس متعبة فى بحر العالم المتلاطمة الذى يزعج سلامنا وأمننا ويهددنا بالفرق فى الخطية والمشاكل والهموم الدينونة.. فتلجأ النفس إلى أيقونات القديسين لدى فيهم إشعاعات النور الإلهى.. وترى فيها إلهام النصرة والطهارة فتتشجع النفس وترتقى إلى السماويات ماسكة برجاء المجد… ناظرة إلى رئيس الإيمان ومكملة الرب يسوع د- خاتمة الصلاة : “لأنه مبارك ومملوء مجداً اسم القدوس أيها الأب والابن والروح القدس الأن وكل أوان وإلى دهر الدهور أمين” حقاً القديسون يمجدونك يارب وبمجد ملكك ينطقون.. ووجودهم بيننا فى الكنيسة هو برهان مجد الله “فليضئ نوركم هكذا قدام الناس لكى يروا أعمالكم الحسنة ويمجدوا أباكم الذى فى السموات” (مت 16:5). لذلك تعتبر الكنيسة أن تدشين الأيقونة هو مباركة وتمجيد لاسم الله القدوس لذا عندما يلتفت المؤمنون إلى كرامة القديسين ومجدهم ترتفع أنظارهم إلى السماء ليمجدوا اسم الله ويباركوه. لك المجد فى جميع القديسين الله 7 – ويذكر لنا الكتاب المقدس أن يشوع بن نون سجد امام تابوت العهد حينما انهزم الشعب في عاى ( يش7 : 6 )، ولم يخطئ يشوع في ذلك لأنه لم يكن يعبد التابوت بل الرب الذى يحل عليه ويكلنه من بين الكاروبين على التابوت. وهكذا لم يخطئ داود عندما احتفل برجوع التابوا بكل إكرام ورقص قدامه ( 2صم6 : 12 – 15 ). 9 – ونفس الكلام نقوله عن الصليب ورسمه وصورته وخشبته، كما قال ماربولس الرسول : ” أنتم الذين أمام عيونكم قد رسم يسوع المسيح بينكم مصلوباً ( غل3 :1 ) 10 – ونحن نشكر الله أن اخوتنا البروتستانت يرفعون الصليب حالياً فوق كنائسهم ويرسموه ويصوروه ويبرزوه على منابرهم دون أن يعتبروه تمثالاً منحوتاً 11 – وكذلك يوزعون صوراً في مدارس الأحد ويكونوا بذلك قد كثرو الوصية الثانية. 12 – فللصور تأثير كثير في الشرح والأيضاح وتترك أثراً عميقاً في النفس اكثر من العظة أو القراءة أو مجرد الاستماع لا سيما عند الأطفال والعامة من المؤمنين 13 – ونحن في أكرام الصور، إنكرم اصحابها وحينما نقبل الأنجيل أنما نظهر حبنا لكلمة الله ولله الذى اعطانا وصايا لارشادنا وحينما نسجد للصليب فأنما نسجد للمصلوب عليه. 14 – والصور والآيقونات يرجع استعمالها أيضاً للعصر الرسولى نفسه فالقديس لوقا الأنجيلى كان رسماً وقد رسم صوره أو اكثر للسيدة العذراء القديسه مريم ويروى التقليد كيف ألأن صورة السيد المسيح قد انطبعت فوق منديل وأقوى عصور الإيمان كانت حافلا بأيقونات يوقرها الناس دون ان تضعف إيمانهم بل كانت على العكس تقويه. 15 – وفي عمل الصور والآيقونات فرصة لرجال الفن في المساهمة لتنشيط الحياة الروحية للناس بما تتركه الصور والأيقونات من اثر في النفوس والمشاعر وما تقدمه لهم من حياة القديسين وتأثيرها. عاش العالم العبراني في جو يعبق بالوثنية وتعدّد الآلهة. فكان لمدينة صور الهها، وكذلك لصيدون. وكان لقبائل عمون الاله “ملكوم” الذي بنى له سليمان معبداً. ولقبائل موآب كموش. كان للكنعانيين إجمالاً إيل وبعل، وللأراميين هدد. وكانت القبيلة تتحالف مع القبيلة الأخرى فتتبنّى آلهتها وتتعبّد لها. وتُحالف المدينةُ المدينة والمملكةُ المملكة. وهكذا كثرت الأصنام في العالم القديم، وامتلأت المدن من المعابد. فالصنم يمثّل الهاً نقدّم له ذبائح لئلا يغضب علينا ويضربنا. نقدّم له ذبائح فنتّقي شره. والصنم يمثّل الملك صاحب هذه العبادة. فالبلاد التي تخضع لملك تخضع للاله الذي يتعبد له هذا الملك. هذا ما فعل أحاز، ملك يهوذا. رأى مذبح ملك أشور في دمشق، فبعث إلى أوريا الكاهن رسمة المذبح وتصميمه (2 مل 16: 10 ي). في هذا الاطار، سمع الشعب من فم موسى المتكلّم باسم الرب وصيتين. الأولى: لا يكن لك آلهة أخرى تجاهي. أي لا تعبد آلهة أخرى معي. فأنا وحدي الرب الهك. ومن تعبَّد لغير الاله الواحد استحق القتل. والثانية: لا تصنع لك تمثالاً ولا صورة. فقد اعتاد الأقدمون أن يصوّروا الهتهم مستعينين بما في السماء وعلى الأرض. الاله القمر والشمس والكواكب. النار والنهر والبحر والجبل. جبل حرمون هو جبل مقدّس ويحرّم الصعود إليه. ونهر النيل هو الله يعطي الخصب لأرض مصر. هذا عدا عن صور الحيوانات من ثور وحمار ونسر وكلب وحيّة. كل هذا يُمنع منعاً باتاً. خُلق الانسانُ وحده على صورة الله. ومع ذلك لم يعرف العبرانيون اين دفن موسى، ولا أين مات إيليا. لا عبادة للبشر إطلاقاً. والملك نفسه الذي يُعبد في بعض البلدان، هو في أرض اسرائيل وكيل الله وخادمه والمتعبّد له. وبالأحرى لا يصور المؤمن الله بصورة حيوان. مثلاً، صوّر العبرانيون الثور ليدلّوا على قدرة الله. ولكن هذا العمل جرَّ عليهم غضب الله وعقابه. قال هوشع (8: 5): يا أهل السامرة، عجلكم سمج وقبيح، أبعدوه عنكم، اضطرم غضبي عليكم، فماذا تنتظرون لتعودوا إلى النقاوة؟ وقال أيضاً عن أهل السامرة: يتشبّثون بخطاياهم ويصنعون لهم تمثالاً من فضة. صانعٌ ماهر صنعه، ومع هذا يقولون: تعالوا نقدّم له الذبائح. ويأتون يقبّلون العجول. فالعبادة يعبّر عنها بالسجود وأيضاً بالقبلة على التمثال أو الصورة. ما من أحد رأى الله على الأرض، ولا يستطيع أحد أن يراه. لهذا، لا يحقّ للعبراني أن يعمل له صورة ولا تمثالاً. حين ظهر الرب لموسى في العليقة، خاف وستر وجهه لئلا يرى “وجه الله”. وظهر الرب لمنوح، والد شمشون، ولزوجته. قالا سوف نموت لأنّا عاينّا الله. وظهر الرب لأشعيا وهو في الهيكل فقال: ويل لي قد هلكت. رأت عيناي الملك رب الأكوان. لا يحقّ لأحد أن يرى وجه الله. ومع ذلك يتمنّى كل مؤمن أن يعيش من حضوره. متى آتي وأحضر أمام الله. حضور خفيّ ولكنه فاعل وخاصة بواسطة روحه. يهتف صاحب المزامير: أنا معك كل حين. أمسكت بيدك اليمنى ووجّهتني حسب قصدك. ثمّ تأخذني إلى مجدك. من لي في السماء إلاّك؟ وعلى الأرض لا أبغي أحداً سواك. هتف الانسان: ليتك تشق السماء وتنزل. فشق الله السماء. انفتحت السماء، ونزل الله، وحلَّ في أحشاء مريم البتول. أعلن يوحنا: الله لم يره أحد قط. ولكن الابن الوحيد الذي في حضن الآب هو أخبر عنه. وأخبر عنه لا بالرؤية والكلمات، لا في البروق والرعود والنار. أخبر عنه حين اتّخذ جسداً وسكن بيننا. وحين صار الكلمة بشراً رأينا مجده، رأينا مجد الله يحلّ في أرض البشر. حينئذ رأيناه بعيوننا، سمعناه بآذاننا، لمسته أيدينا. أجل صار الله منظوراً في يسوع المسيح. فلماذا لا نصوّره، لماذا لا نرسم ملامحه في صورة أو تمثال. ذاك كان الصراع المرير في تاريخ الكنيسة مع بدعة تحطيم الأيقونات خلال القرن الثامن والتاسع. قام أباطرة بيزنطية بحملة قاسية ضد استعمال الصور المقدسة واكرامها. وامتد الصراع طويلاً بين المدافعين عن الايقونات والرافضين لها متذرّعين بما قاله العهد القديم. ولكن الوضع تغيّر في العهد الجديد، بعد أن رأينا يسوع بعيوننا. وتبدّل ونحن العالمون أن المؤمن لا يعبد القديسين ولا صورهم، بل يعبد الله الذي كرّمهم وعظّمهم. قالت مريم العذراء في نشيد التعظيم: إن القدير صنع بي عظائم. لهذا تطوّبني جميع الأجيال، تقول لي: هنيئاً لك بالاله المخلّص الذي حملته في أحشائك. وأعلن مجمع نيقية الثاني (13 ف 1، 787): إن تمثّل الصليب والصور المقدسة أكانت مرسومة أم منحوتة، ومصنوعة من أية مادة كانت، نستطيع أن نضعها على إناء أو ثياب أو حائط أو بيت أو على طريق. نعني بهذه الصور، صور يسوع المسيح وأمه والملائكة القديسين وكل الأشخاص القديسين. وحين ننظر إلى هذه الصور نتذكّر ذلك الذي تمثّله الصورة. فنسعى إلى الاقتداء به، وتحرّكنا نحوه عاطفةُ احترام واكرام، لا عبادة بالمعنى الحصري. فهذه العبادة لا تليق إلاّ بالله وحده. وقد نعبّر عن اكرامنا لهذه الصور بالبخور والأنوار، كما نفعل للصليب والأناجيل المقدسة والأواني المقدسة (كالكأس والصينية). تلك هي عادة الأقدمين. فالإكرام الذي نقدّمه إلى صورة يعود إلى صاحب الصورة. وكل من يكرّم صورة يكرّم الشخص الذي تمثّله هذه الصورة. هذا هو كلام الكنيسة في مجمع نيقية الثاني. لا نخاف بأن نحافظ على اكرامنا للصور ولكن نتحاشى كل ما يُشتمّ منه عبادة أوثان أو ممارسات سحرية. ولا ننسى أن الله وحده يُعبَد. وأنه الأوّل في كنائسنا. فلا نكرمه بعد أن نكون قد زرنا كل الصور في الكنيسة. الله هو الأوّل، والقديسون أناس خدموه بمحبة. ونحن نتعلّم منهم كيف نخدم الله ونكرمه ونحبّه بكل قلبنا، بكل نفسنا، بكل حياتنا. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|