|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
مريم العذراء والصور والأيقونات ينكر البعض ما فى الكنيسة من صور وأيقونات ومن تماثيل ويعتبرون كل ذلك ضد الوصية الثانية القائلة : ” لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة ما مما في السماء من فوق، وما في الأرض من تحت، وما في الماء من تحت الأرض. ولا تسجد لهن ولا تعبدهن ( حزوج20 : 4، 5، تثنية الإشتراع 5 : 8، 9). وقد قامت حرب ضد اليقونات في القرن الثامن الميلادى سنة 726م أيام الأمبراطور ليو الثالث، واستمرت بضعة قرون وهدأت. ثم عادت مرة أخرى في البروتستانتية منذ القرنين الخامس عشر والسادس عشر واستمرت في معتقداهم حتى الآن. وللرد على ذلك نبين فيما يلي حكمة الكنيسة في وجود الأيقونات وما فيها من الفوائد الروحية: لقد منع شعب العهد القديم من صنع الأصنام والصور وعبادتها : “لا تصنع لك تمثالاً منحوتاً ولا صورة مما فى السماء من فوق وما فى الأرض من تحت وما فى الماء من تحت الأرض. لا تسجد لهن ولا تعبدهم” (خر 20: 4، 5). إن المعنى الحقيقى لهذه الوصية واضح فيما قبله من آيات : “أنا الرب إلهك الذى أخرجك من ارض مصر من بيت العبودية. لا يكن آلهة أخرى أمامى” (خر 20: 2، 3)، فالغرض من الوصية ألا ينقاد الشعب إلى عبادة غريبة عن الله، خاصة وأنهم كانوا قد خرجوا للتو من أرض مصر التى تلوثت بعبادات وثنية عديدة وآلهة كثيرة وكانوا – وقتئذ وحتى مجئ المسيح – محاطه بأمم كثيرة تعبد آلهة عديدة مصورة فى تماثيل وأحجار وألواح… لذلك كان يؤكد الله عليهم دائماً آلا يختلطوا بالأمم وألا يتنجسوا بعباداتهم الرديئة “أنا الأول وأنا الآخر ولا إله غيرى” (اش 6:44) ومع ذلك فقد سقط الشعب الإسرائيلى مراراً عديدة فى العصيان وعبادة الأوثان لذلك كان من المنطقى أن يشدد الله عليهم آلا يلتفتوا إلى النحوتات ومصنوعات الأيادى والصور وأن يعبدوا فقط الله غير المنظور ومع وجود هذا المنع القاطع إلا أن الله قد أوص شعبه فى العهد القديم أن يصنع بعض الأدوات المادية التى تساعد فى العبادة وأن تنال هذه الأدوات كرامة وتقديساً يليق بالله الحاضر فيها والمعلن عنه بواسطتها مثل: لوحى العهد : “ثم قال الرب لموسى أنحت لك الوصية من حجر مثل الأولين. فأكتب أنا على اللوحين الكلمات…” (خر 1:34) ولا شك أن هذين الوصية قد نالا كرامة ومجداً واحتراماً من بنى إسرائيل ولم يكن أحد يجرؤ أن يلمسها أو حتى أن ينظر إليهما إذ قد حفظا فى التابوت الذى لا يلمسه أحد به يحمله اللاويون بطقس خاص دون أن يلمسوه ومع كل هذا التوقـير الزائد للالواح لم يكن يعتبر هذا انحراف أو عيادة ألواح. محتويات خيمة الاجتماع : وقد شرح الرب لموسى أدق تفاصيل صناعة التابوت والمائدة والمذبح مرحضة النحاس والمسكن وكل هذه كانت تعامل بوقار وهيبة ولا يقترب إليها إلا اللايون باستعدادات خاصة وبطرق خاصة حتى أنه عندما “مد عزة يده إلى تابوت الله وأمكن لأن الثيرات انشمصت، محمى غضب الرب على عزة وضربه الله هناك لأجل غفلة فما، هناك لدى تابوت الله”(2صم6:6-7). تماثيل أخرى : فقد أوصى الله بعمل تمثالين من الذهب للكاروبيم “وتصنع كروبين من ذهب. صنعة خراطة تصنعهما على طرفى الغطاء. فاصنع كروبا واحداً على الطرق من هنا. وكروبا آخر على الطرق من هناك. من الغطاء تصنعون الكروبين على طرفين. ويكون الكروبان باسطين أجنحتهما إلى فوق مظللين بأجنحتها على الغطاء ووجهاهما كل واحد إلى الآخر. نحو الغطاء يكون وجهاً الكروبين” (خروج 25: 18-20) وهذا الكاروبان اسماها معلمنا بولس”كاروبا المجد” (عبرانيين5:9) فى هيكل سليمان : “وعمل فى لامحراب كروبين من خشب الزيتون على الواحد عشر أذرع… وشكل واحد الكروبين… وغشى الكروبين بذهب. وجميع حيطان البيت فى مستديرها رسمها نقشاً بنقر كروبيم ونخيل وبراعم زهور من داخل ومن خارج… ورسم عليها نقش كروبيم ونخيل وبراعم زهور… وبنى الدار الداخلية ثلاثة صفوف منحوته وصفاً من جوائز الأرز” (1مل 6: 23-36) وأشكال أخرى كثيرة عملها الملك سليمان نعمل تماثيل لأثنى عشر ثوراً يحملون حوضاً كبيراً للمياه له شفة منقوشة بمنظر قثاء مستديراً صغير والشفة نفسها كمثل شفى كأس بزهر سوسن (راجع 1مل 7: 23-26)، ومناظر أسود وثيران وقلائد زهور وأكاليل أعمده مزينة برمانات… الخ(راجع1ملوك7: 29-50). هذا يدلنا على أن الله عندما أوصى بعدم عمل صور وتماثيل لم يخطر استعمال أدوات للعبادة ولكنه منعاً قاطع عبادة الأوثان وتألين المادة. أما فى عهد النعمة فلقد تغير الوضع بسبب التجسد: – التجسد قدس المادة وأعاد إليها بهاءها الأول وإمكانية اتحاد الله بالإنسان وتجليه فى المادة – صار الله حاضراً فينا ورأيناه وتلامسنا معه فلم يعد قريباً لذهن الإنسان أن يتخيل الله فى شكل وثن كما حدث قديماً بسبب احتجاب الله وانحجاب موفته – ترقت البشرية وصار الله يعاملها كالبنين الناضجين “سمعتم أن قيل للقدماء.. أما أنا فأقول لكم…” فلم تعد هناك رعبة انحراف العبادة إلى الأوثان. – الله بتجسده قد جدد طبيعتنا الساقطة الفاسدة وجعلنا مشابهة صورته “لأن الذين سبق نعرفهم سبق نعينهم ليكونوا مشبها ينه صورة ابنه ليكون هو بكراً بين إخوة كثيرين” (رو 29:8)، “الذى سينير شكل جسد تواضعنا ليكون على صورة جسد مجده” (فى 21:3)، لذلك صار فى إمكاننا أن نعاين الصورة الأصلية للإنسان التى قصدها الله فى أدم… نراها فى أولئك الذين جددهم المسيح بتجسده وحفظوا بطهارتهم نقاوة الصورة فلبسوا “صورة السماوى” 1كورنثوس 49:15)، “ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما فى مرأة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح” (2كو 18:3). فالأيقونة الكنسية لا ترسم شخصياً عادياً (كالفوتوغرافى) ولكنها ترسم “الإنسان الجديد المخلوق بحسب الله فى البر وقداسة الحق” (أفسس 24:4). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|