يقول المسبى أنه إذا نسى أورشليم تنسى يمينه، ِأى تعجز يده عن العزف على الآلة الموسيقية، وأيضًا إذا لم يردد لسانه ما يعبر عن محبته لأورشليم، فإن لسانه يعجز عن الكلام العادي مع الناس، ولا يستطيع بالتالى أن يغنى ليتلذذ بالألحان كتلذذ عالمى. وهذا يبين مدى تعلق قلبه بأورشليم، وعبادة الله في هيكله، فلا يستطيع أن ينشغل بشهوات العالم ومباهجه.
إن كان المسبى كإنسان له ما يفرحه من ماديات العالم، أي الطعام والملبس، والمقتنيات، ولكن فرحه بالله، وعبادته تعلو علوًا كبيرًا جدًا عن أفراح العالم، ففرحه بالله أعظم من كل شيء، وقلبه كله منشغل بالله.