|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
فأَخَذَ يسوعُ الأَرغِفَةَ وشَكَر، ثُمَّ وزَّعَ مِنها على الآكِلين، وفَعَلَ مِثلَ ذلك بالسَّمَكَتَين، على قَدْرِ ما أَرادوا "على قَدْرِ ما أَرادوا" فتشير إلى توفير الله للنَّاس ما يحتاجون إليه من طعام كما تنبأ النَّبي أشعيا:" لا يَجوعونَ ولا يَعْطَشون ولا تَلفَحُهمُ السَّمومُ ولا الشَّمْس لِأَنَّ راحِمَهم يَهْديهم وإِلى يَنابيعَ المِياهِ يورِدُهم" (أشعيا 49: 10). إن هذا التَّكاثر هو سر الحياة. بأنّ المستحيل بشريًا غير مستحيل إلهيًا. فيحسن إن نردِّد مع صاحب المزامير "ما أَعظَمَ أَعْمالكَ يا رَبّ لقد صَنعتَ جَميعَها بِالحِكمة فاْمتَلأَتِ الأَرضُ مِن خَيراتِكَ" (مزمور 104: 24). وكان يسوع ينوي بمعجزة تكثير الخبز إلى تهيئة تلاميذه لقبول المعجزة الكبرى التي قرَّر إن يصنعها قبل إن يتألم وهي إن يحوِّل الخبز إلى جسده والخمر إلى دمه، كما جاء في إنجيل متى "أَخذَ يسوعُ خُبزًا وبارَكَ ثُمَّ كَسَرَه وناوَلَه تلاميذَه وقال: ((خُذوا فَكُلوا، هذا هُوَ جَسَدي". ثُمَّ أَخَذَ كَأسًا وشَكَرَ وناوَلَهم إِيَّاها قائلًا: ((اِشرَبوا مِنها كُلُّكم فهذا هُوَ دَمي، دَمُ العَهد يُراقُ مِن أَجْلِ جَماعةِ النَّاس لِغُفرانِ الخَطايا)) (متى 26: 26-28). وتعلق القديسة الأُم تريزا دي كالكوتا: " ماذا يمكن لِربّي يسوع أن يعطيني أكثر من جسده طعامًا؟ لا، لا يستطيع الله أن يفعل أكثر من ذلك، ولا أن يُظهِر لي حبًّا أكبر" (فكرة روحيَّة). أمَّا عبارة "وزَّعَ " فتشير في إنجيل يوحنا إلى تجنب استعمال كلمة "كسر" لكي يلمح أن المسيح " لَم يَكسِروا ساقَيْه (يوحنا 33:19)؛ فيوحنا يكتب هذه المعجزة ويطابق بينها وبين ما حدث على الصَّليب، وبينما تستعمل الأناجيل الأخرى كلمة "كَسَر" (متى 14: 19، مرقس 6: 41، لوقا 9: 16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|