الله هو الخادم الأعظم، فهو يخدم كل خلائقه في أماكنهم وبحسب أوضاعهم؛ حيث يمدهم بالمطر، وبأشعة الشمس، وبالمواسم المثمرة، مالئًا قلوبهم بالطعام والسرور. وعندما استلزم الاحتياج، لم يبخل عليهم بابن محبته.
والرب، الابن، هو الخادم الحقيقي المتجسد. لقد كان في كل أوقات حياته خادمًا لأحزان الإنسان واحتياجاته. وبالرغم من كونه الآن في السماء، إلا أنه لم يزل خادمًا لحساب شعبه، وأيضًا سيكون خادمًا لأفراحهم فى المجد الآتي (رؤ7: 17).
أما الروح القدس فهو الخادم الخفي الفعّال الذى يلاحظ الكنيسة دائمًا بأن يأخذ مما للآب والابن ويخبر كل قديس. إنه يعضد ويعزي ويعلم كل منا بما يتناسب مع فكر الله، واحتياجاتنا. وبذلك نتمتع بخدمة متكاملة مباركة فى الله الآب والابن والروح القدس.
كذلك نرى أن على الملائكة أيضًا خدمة ليتمموها «أليس جميعهم أرواحًا خادمة؟» (عب1: 14). والذين يقفون منهم أقرب الى العرش هم – على الأرجح - الأوفر خدمة، وربما كان السبب فى هذا هو قربهم من مصدر الصلاح؛ لأن جبرائيل ظهر مرارًا وتكرارًا وهو يخدم، لذلك استطاع أن يقول عن نفسه، حيث إنه قريب هكذا من العرش: «أنا جبرائيل الواقف قدام الله» (لو1: 19).