لا عجبٌ أيضًا أن يوصي المسيح تلاميذه بالرَّحمة: "كونوا رُحَماءَ كما أَنَّ أَباكُم رَحيم" (لوقا 6: 36). فالرَّحمة هي شرطٌ أساسيٌ لدخول ملكوت السَّماوات: "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون"(متى 5: 7). هذه الرَّحمة يجب أن تجعلنا، أسوة بالسَّامري الصَّالح (لوقا 10: 30-37)، قريبين من الشّخص البائس الذي تجمعنا به الصُدف، ورحماء مع الذين أساءوا إليّنا (متى 18: 23-35)، لأنَّ الله قد منحنا رحمته (متى 18: 32-33). ونحن نُدان بمقاس الرَّحمة التي نكون أظهرناها لشخص يسوع ذاته في الآخرين: المرضى والمُسِنّين، والجياع والعطاش والأسرى والفُقراء بيننا "كُلَّما صَنعتُم شَيئًا مِن ذلك لِواحِدٍ مِن إِخوتي هؤُلاءِ الصِّغار، فلي قد صَنَعتُموه "(متى 25: 31 -46). أمَّا الذين لا رحمة في قلوبهم فنصب الغضب الإلهي عليهم كما يقول بولس الرَّسول (رومة 1: 31).