ظهرت الرَّحمة الإلهيَّة على الأرض بصورة خاصة في ملامح المسيح يسوع، "عَظيمَ كَهَنَةٍ رَحيمً" (عبرانيين 2: 17).
وأراد يسوع أن يُشبِّه إخوته في كلِّ شيء، لكي يختبر شقاء هؤلاء الذين جاء لينقذهم. لذا اتّسمت كل تصرفاته بالرَّحمة الإلهيَّة، فكان الفقراء هم المفضَّلون إلى قلبه الأقدس (لوقا 4: 18)، ويجد الخطأة فيه "صديقًا" لهم (لوقا 7: 34)، وهو، من ناحيته، لا يخشى معاشرتهم (لوقا 5: 27).
وهذه الرَّحمة يُبديها يسوع بصفة عامة نحو الجموع (متى 9: 36)، فنراه تارةً يصنع رحمة نحو أرملة نائين (لوقا 7: 13)، وتارةً نحو هذا الأب المفجوع في ابنته (لوقا 8: 42). وأخيرًا، يعامل يسوع المرأة والغريب معاملة الرَّحمة.
وإن كان يسوع قد أشفق هكذا على الجميع، فلا عجب إن كان البائسون يقصدونه كأنَّهم يقصدون الله نفسه، صارخين إليه "رحماك سيدي" كيريا اليسون Ἐλέησόν με, κύριε (متى 15: 22).