|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب يُقدِّر جدًا ما نَمُرُّ فيه عزيزي، ربما أن ما تجتاز فيه ليس سهلًا وقد يكون فوق الطاقة، لكن أرجو أن تعرف أن الرب يُقدِّر ما تمر فيه، بل ويتألم لألمك. فالكتاب يقول عن الرب إنه: «فِي كُلِّ ضِيقِهِمْ تَضَايَقَ ، وَمَلاَكُ حَضْرَتِهِ خَلَّصَهُمْ. وَرَفَعَهُمْ وَحَمَلَهُمْ كُلَّ الأَيَّامِ الْقَدِيمَةِ» (إشعياء٩:٦٣). كثيرًا ما يحاول العدو أن يشككنا في صلاح قلب إلهنا وأن يشتكي على شخصه في أفكارنا متهمًا إياه بالقساوة. حاشا للرب أن يكون كذلك، إنه الحنَّان الرحيم، المملوء شفقة على البشر، بل ورحيم حتى على الحيوانات. قال الرب مرة ليونان: «أفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رَبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ!» (يونان١١:٤). عندما جاء المسيح في الجسد قال عنه كاتب العبرانيين إنه شابهنا في كل الظروف التي نمر بها: «منْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيمًا»، ليس فقط هو رحيم، بل اختبر وجرَّب كل ما نمر فيه ويسرع لمعونتنا «لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ» (عبرانيين١٧:٢-١٨). ألم يبكِ على أورشليم، وبكى أيضًا مع مرثا ومريم؟ ألم يئن عندما رأي الولد الأصم؟ ألم تتحرك أحشائه إذ رأى الجموع الكثيرة: «وَلَمَّا رَأَى الْجُمُوعَ تَحَنَّنَ عَلَيْهِمْ، إِذْ كَانُوا مُنْزَعِجِينَ وَمُنْطَرِحِينَ كَغَنَمٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا» (متى٣٦:٩)؟ أرجوك صديقي، لا تصدق شكوى العدو على الله، حتى وأنت في أقسى ظروفك. إنه يحبك. لا تَقِس محبته لك على ظروفك وأحوالك، بل انظر للصليب لتعرف مقياس الحب الحقيقي لخاطئ مثلي ومثلك «بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ» (١يوحنا ٩:٤). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|