|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
التأديبات الإلهية يُولد الإنسان في عدم معرفة، ويحتاج لتربية وتأديب من والديه، وكلما اهتم به ذويه، كلما نما في المعرفة وفي الحكمة وفي الفضيلة، كما قيل عن موسى النبي: "فَتَهَذَّبَ مُوسَى بِكُلِّ حِكْمَةِ الْمِصْرِيِّينَ، وَكَانَ مُقْتَدِرًا فِي الأَقْوَالِ وَالأَعْمَالِ" (أع 7: 22). ولكن ما ناله النبي على يد المصريين من حكمة وأدبٍ سَامٍ لم يكن كافيًا، فقد أراد النبي أن يخلص شعبه من عبودية فرعون، بالاتكال على ذراعه، فأخطأ ووقع في خطية قتل، ولما انكشف أمره هرب إلى أرض مديان. لقد أحاط الله موسى النبي (كابن له) بالرعاية، وهَذَّبهُ في البرية مدة أربعين عامًا أخرى في عيشة شاقة، أهلته لقيادة شعب الله في البرية. إن الله كأب حنون يتعهد الإنسان، فيؤدبه بطرق كثيرة، ويسمح له بالتعرض لبعض الضيقات والشدائد بسبب أخطائه. يتذمر البعض من تلك التأديبات، ولكن الله كأب حنون يهمه خلاص أولاده، فهو يود أن يصقل شخصيتهم، ليسلكوا في الطريق المستقيم، كقوله: "لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ، وَيَجْلِدُ كُلَّ ابْنٍ يَقْبَلُهُ. إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟... وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرّ لِلسَّلاَمِ" (عب ١٢: ٦، ٧، ١١). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|