الأصحاحات الأحد عشر الأخيرة (26-36) لا تعرض أحداثًا مثيرة كما في الأصحاحات السابقة التي سجَّلت لمحات هامة من معاملات الله مع الإنسان في رحلته داخل البريّة، إنما قدَّمت لنا الاستعدادات الطويلة لتهيئة الشعب لأهم حدث تم في العهد القديم وهو دخول أرض الموعد وتقسيم الأرض على يدي موسى كرمز لدخولنا الميراث الأبدي على يدي ربنا يسوع. بدأت الاستعدادات بصدور أمر إلهي بإقامة تعداد جديد.
للمرة الثانية يصدر الأمر الإلهي بالتعداد، المرة الأولى بعد الخروج بسنة وشهر للاستعداد للجهاد في البريّة، أما الآن فاللاستعداد لدخول أرض الموعد وتقسيم.. لهذا لم يصدر الأمر إلاَّ بعد توقف الوبأ (ع 1) وانتهت مرحلة التأديب وصار الشعب مهيأ للتمتع بأرض الموعد. وقد جاء التعداد يحمل ذات شروط التعداد الأول (أصحاح 1) مع اختلافات بسيطة ظهرت في تسجيل وقائعه ونتائجه.