|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
تغيير المكان: 11 فَقَالَ بَالاَقُ لِبَلْعَامَ: «مَاذَا فَعَلْتَ بِي؟ لِتَشْتِمَ أَعْدَائِي أَخَذْتُكَ، وَهُوَذَا أَنْتَ قَدْ بَارَكْتَهُمْ». 12 فَأَجَابَ وَقَالَ: «أَمَا الَّذِي يَضَعُهُ الرَّبُّ فِي فَمِي أَحْتَرِصُ أَنْ أَتَكَلَّمَ بِهِ؟». 13 فَقَالَ لَهُ بَالاَقُ: «هَلُمَّ مَعِي إِلَى مَكَانٍ آخَرَ تَرَاهُ مِنْهُ. إِنَّمَا تَرَى أَقْصَاءَهُ فَقَطْ، وَكُلَّهُ لاَ تَرَى. فَالْعَنْهُ لِي مِنْ هُنَاكَ». 14 فَأَخَذَهُ إِلَى حَقْلِ صُوفِيمَ إِلَى رَأْسِ الْفِسْجَةِ، وَبَنَى سَبْعَةَ مَذَابحَ، وَأَصْعَدَ ثَوْرًا وَكَبْشًا عَلَى كُلِّ مَذْبَحٍ. 15 فَقَالَ لِبَالاَقَ: «قِفْ هُنَا عِنْدَ مُحْرَقَتِكَ وَأَنَا أُوافِي هُنَاكَ». أُصيب الملك بفزع إذ رأى بلعام ينطق بغير ما كان يتوقع. سمعه يبارك عِوَض أن يلعن، فلم يحتمل، بل عاتبه قائلًا: "ماذا فعلت بي؟ لتشتم أعدائي أخذتك، وهوذا أنت قد باركتهم؟" [11]. وإذ أصرّ بلعام أن ينطق بالكلمات التي يضعها الرب في فمه، أخذه بالاق إلى موضع آخر يرى منه إسرائيل، لكنه لا يرى إلاَّ أقصاءه وليس كل الجماعة ليلعنه من هناك. أخذه إلى صوفيم في رأس الفسجة وبنى له هناك سبع مذابح وأصعد ثورًا وكبشًا على كل مذبح. أخذه إلى موضع جديد لعل الله يغيِّر رأيه، وقد أطاع بلعام بغير تردد أملًا في الأجرة. أما اختيار المكان فغريب، منه يرى أقصى الجماعة لكنه لا يرى كل الجمهور، والحكمة في ذلك إن بالاق ربما ظن أن بلعام كان يرتعب من كثرة الجمهور، فكان يخشى أن يلعنه، فيسيء إليه الشعب عندما يغلب موآب. أراد من بلعام أن يكون كالنعامة التي تخفي رأسها في الرمل حينما ترى الخطر محدقًا بها عِوَض أن تهرب من الخطر أو تواجهه. "حقل صوفيم" بالعبريّة يعني "حقل الناظرين"، في رأس الفسجة وتعني "قسم" أو "منطقة". هذه الأخيرة جزء من منطقة جبل عباريم الواقعة في الطرف الشمالي الشرقي من البحر الميت. إذ كان البحر تحت سفوحها، قمتها تشرف على البريّة، وفي نفس الوقت يمكن من قمتها التطلّع على جزء كبير من أرض كنعان غرب نهر الأردن. هناك نظر موسى أرض الموعد (تث 3: 17؛ 34: 1-4)، حاليًا غالبًا هي رأس السياغة. على رأس الفسجة على جبال عباريم تطلَّع بلعام نحو البريّة ليرى الشعب في أقصائه ولا يراه جميعه فيلعنه، وعلى نفس الجبال تطلَّع موسى إلى أرض الموعد فانفتح قلبه على السماء واشتهى العبور إليها! أقول بالعين الشريرة ينظر الإنسان إلى الأرضيات فيمتليء قلبه شرًا ويشتهي اللعنة للآخرين، وبالعين البسيطة ينظر المؤمن إلى السمويات فينفتح قلبه على البركة والسلام. ما أحوجنا لا إلى تغيير الأماكن أو الظروف التي نعيش فيها بل تغيير النظرة وتقديسها، فعِوَض تركيزها على العالم والزمنيات ترتفع إلى فوق نحو الله والسمويات. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|