يعلن الكاتب أنه إن فنى لحمه وقلبه، أي ضعف جسديًا، ونفسيًا أمام ضغوط التجارب التي مرَّ بها، فإنه يؤمن أن سنده هو الله صخرته، ونصيبه، أي أن الله هو ملجأه الذي يستقر فيه، وهو شبعه الذي يعوضه عن كل ما خسر في العالم، ولذا فهو لا يخشى التجارب، بل هي سبيله لمعرفة الله صخرته ونصيبه، وبهذا ينمو روحيًا ويتمتع بعشرة الله.
يشعر أيضًا الكاتب المزمور أنه لكيما يختبر الله ويعرفه، ويصبح الله حياته، ونصيبه لابد أن يتنازل عن ماديات العالم، فيتجرد ويتضع أيضًا حتى يكاد يفنى وحينئذ يعرف الله. والجميل أنه سيتمتع بالله إلى الدهر، أي أنه مشتاق للوجود الدائم في الأبدية.