لأن المسيح هو وحده الذي بلا خطية، وهو البار القدوس، الذي يبغض الشر، كان هو وحده القادر على فداء البشرية ، فتم مسحه بالروح القدس في نهر الاردن، وظهر الروح القدس بشكل حمامة. وهذا المسح لا يحتاج المسيح إليه لنفسه، ولكن حل عليه، أي ظهر لنا حلول الروح القدس على رأسه؛ ليتمم فداءنا، فهو حلول لحسابنا. وبهذا يخطو المسيح خطواته نحو السرور الموضوع أمامه، وهو إتمام خلاصنا على الصليب، لذا قال في هذه الآية أن المسح تم بزيت الابتهاج، وليعبر عن عمل الروح القدس في كل أولاد الله، الذين سيؤمنون بالمسيح الفادى، إذ يملأهم الروح القدس بالفرح.
حلول الروح القدس على المسيح كان حلولًا أقنوميًا كاملًا، وظهر بشكل حمامة. أما حلول الروح القدس على الرسل والمؤمنين فكان على شكل ألسنة نارية منقسمة، أي حلول جزئى، بحسب قدرتهم على الاحتمال، فيعمل فيهم وبهم في الخدمة.