|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قورح وجماعته: 1 وَأَخَذَ قُورَحُ بْنُ يِصْهَارَ بْنِ قَهَاتَ بْنِ لاَوِي، وَدَاثَانُ وَأَبِيرَامُ ابْنَا أَلِيآبَ، وَأُونُ بْنُ فَالَتَ، بَنُو رَأُوبَيْنَ، 2 يُقَاوِمُونَ مُوسَى مَعَ أُنَاسٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، مِئَتَيْنِ وَخَمْسِينَ رُؤَسَاءِ الْجَمَاعَةِ مَدْعُوِّينَ لِلاجْتِمَاعِ ذَوِي اسْمٍ. 3 فَاجْتَمَعُوا عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ وَقَالُوا لَهُمَا: «كَفَاكُمَا! إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ بِأَسْرِهَا مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ. فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟». أراد قورح وداثان وأبيرام اغتصاب الكهنوت ومعهم 250 من رؤساء الجماعة ذوي اسم، قائلين: "إِنَّ كُلَّ الْجَمَاعَةِ.. مُقَدَّسَةٌ وَفِي وَسَطِهَا الرَّبُّ، فَمَا بَالُكُمَا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟" [3]. لقد رأوا في تسلم موسى النبوة وهرون رئاسة الكهنوت تمييزًا لهما عن الجماعة المقدَّسة، فأرادوا أن يكون الكهنوت مشاعًا لا يقف عند سبط دون آخر أو إنسان دون غيره. إن كان عامة الشعب غالبًا ما يُضرب بروح التذمر بسبب الأكل والشرب وشهوات الجسد، فإن أصحاب الاسم والعظماء يحاربون بضربة أقسى وأمَرّ ألا وهي "الكبرياء". فقورح وهو من بني قهات الذين ميَّزهم الرب بحمل المقدَّسات الإلهيّة الثمينة روحيًا دفع به الكبرياء لاغتصاب الكهنوت ليس خدمة للآخرين بل عطشًا إلى الكرامة، إذ قال لموسى وهرون: [لماذا تَرْتَفِعَانِ عَلَى جَمَاعَةِ الرَّبِّ؟]، وكأن نظرته إلى الرتب الكنسية ليست نظرة خدمة وأبوة بل تسلط وكرامة! استطاع قورح أن يثير داثان وأبيرام ومائتين وخمسين من رؤساء الشعب ذوي اسم، بل وأثار الجماعة كلها ضد موسى وهرون. للأسف أن المبتدعين والمنشقين على الكنيسة غالبًا ما يكونوا ذوي اسم ومواهب تنحرف بهم للهدم عِوَض البنيان، والانشقاق عِوَض الوحدة. كانت نهاية قورح المتكبر وأيضًا داثان وأبيرام انشقاق الأرض وابتلاعهم أحياء، أي سقطوا إلى الهاوية. لهذا يُعلِّق القديس إغريغوريوس أسقف نيصص قائلًا: [يعلِّمنا الكتاب المقدَّس -كما أظن- إنه إذ يرفع الإنسان نفسه بعجرفة ينتهي بسقوطه أسفل الأرض! لهذا فليس بدون سبب تُعرَّف الكبرياء أنها صعود إلى أسفل]. [إن كان الذين يرفعون أنفسهم فوق الآخرين بطريقة ما ينحطون إلى أسفل، إذ فتحت الأرض هوتها لتبتلعهم، فإنه ليس لأحد أن يناقش تعريف الكبرياء أنه سقوط دنيء]. [إن نظرت إنسانًا يظهر نفسه طاهرًا يعلو فوق ألم الملذات، وبحماس عظيم يحسب في نفسه أفضل من غيره، متعطشًا نحو الكهنوت، فتحقق أن الذي تراه إنسان ساقط إلى الأرض بكبريائه المتشامخ]. ويُعلِّق القدِّيس إكليمندس الروماني على موقف هؤلاء الرجال هكذا: [ألقى الحسد داثان وأبيرام حيين في الجحيم لأنهما أشعلا ثورة ضد موسى خادم الله]. [من الأفضل أن يعترف الإنسان بخطاياه بدلًا من أن يقسو قلبه كما قست قلوب الذين ثاروا ضد موسى خادم الله فكان عقابهم علانية، إذ نزلوا أحياء في الجحيم وابتلعهم الموت]. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|