منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 20 - 05 - 2024, 05:03 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,577



اللَّمَس والنَّظر إلى آثار الصَّلب التي يحملها يسوع في مجده إلى الأبد




38انظروا إلى يَدَيَّ وقَدَميَّ. أَنا هو بِنَفْسي. إِلمِسوني وانظُروا، فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي.



تشير عبارة "أنظروا إلى يَدَيَّ وقَدَميَّ" إلى دعوة يسوع الحَي إلى تلاميذه لرؤية الجُراحات في يديه وقدميِّه، ليتمكنوا من لمْسها، إذ كان فيها آثار المَسَامير، فاستطاعوا أن يتيقَّنوا أنَّه يسوع، وأنَّ جَسَده هو الجَسَد الذي صُلب، فاستنتجوا يقينًا أنَّه قام وأنَّهم شاهدوه حقًا. وهكذا عاون المسيح القائم تلاميذه في العبور من الشِّك للإيمان به.

ويُعلق القديس أوغسطينوس:
"مع أن جُراحاته شُفيت، لكن آثارها بقيت!
إذ حكم هو بأن هذا مفيد للتَّلاميذ، أن يستبقي آثار جُروحه
لكي يشفي جُروح أرواحهم، جراحات عدم إيمانهم!".
أكَّد يسوع لتلاميذه أنَّه المسيح المَصلوب، لكي يُزيل مَخاوفهم، ويُثبِّت هويته، لأنَّهم كانوا يعتقدون أنهم يرون روحًا وليس شخصًا حقيقيًا من لحم ودم.
ويتساءل القديس أمبروسيوس:
"كيف يُمكن أن يكون ليس في الجَسَد وقد ظهرت فيه
علامات الجروح وآثار الطَّعنة التي أظهرها الرَّبّ؟".
أمَّا عبارة "إِلمِسوني وانظُروا" فتشير إلى اللَّمَس والنَّظر إلى آثار الصَّلب التي يحملها يسوع في مجده إلى الأبد (يوحنا 20: 20)؛ وأنَّه ليس روحًا بلا جَسَد، بل هو نفسُ الشَّخص الذي كان قبل موته، وذلك كان اليهود يميلون إلى الاعتقاد بالأشباح والأرواح. حرص يسوع أن يُثبِّتَ الإيمان بقيامة الجَسَد، فأراد أن يَظهر تمامًا، كما كان في السّابق،
ويُعلق القدّيس كيرِلُّس، بطريرك الإسكندريّة
" حتّى لا نَظنَّ أنّ له جَسَدا آخر غير ذلك الجَسَد
الذي ماتَ به على خشبة الصَّليب"
(شرح لإنجيل القدّيس يوحنّا 12).
لم يكن جَسَد الرَّبّ يسوع بعد القيامة شبحًا أو خيالًا، لذلك طلب يسوع من تلاميذه أن يلمسوه للإيمان به. وقد لمسوه بأيديهم. لكن لم يكن جَسَده مجرد جَسَد بشري مثل لعازر بعد إقامته من الموت (يوحنا 11)، بل جَسَد حقيقيٌ، لكنَّه خالدٌ؛ ونحن سننال مثل هذا الجَسَد عند قيامة الأموات، كما صرَّح القديس بولس الرَّسول: "وهذا شَأنُ قِيامَةِ الأَموات. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بِفَساد والقِيامةُ بِغَيرِ فَساد. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بِهَوان والقِيامَةُ بِمَجْد. يَكونُ زَرْعُ الجِسْمِ بضُعْف والقِيامةُ بِقُوَّة. يُزرَع جِسْمٌ بَشَرِيٌّ فيَقومُ جِسْمًا رُوحِيًّا" (1 قورنتس 15: 42-44).
أمَّا عبارة "فإِنَّ الرُّوحَ ليسَ له لَحمٌ ولا عَظْمٌ كما تَرَونَ لي " فتشير إلى تذكير المسيح لتلاميذه بصفات الرُّوح التي هي مخالفة لصفات المادة ليُبرهن لهم أن أفكارهم فيه أوهام، وان جَسَده جَسَد حقيقيٌ، كما صرَّح يوحنا الرَّسول: " ذاك الَّذي كانَ مُنذُ البَدْء ذاك الَّذي سَمِعناه ذاك الَّذي رَأَيناهُ بِعَينَينا ذاكَ الَّذي تَأَمَّلناه ولَمَسَتْه يَدانا مِن كَلِمَةِ الحَياة" (1 يوحنا 1: 1). وبكلمة أخرى، هدف ظهور المسيح لتلاميذه هو، قبل كل شيء، إعلان بأنّ المسيح القائم أمامهم، هو هو نفسه، الّذي صُلِبَ ومات وذلك لتقوية إيمانهم. فالإيمان لا يَلد مع الإنسان، لكنّه يَلد في الإنسان.
رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
إظهار المسيح القائم من الموت لتلاميذه أثار الصَّلب التي يحملها
إنه سيحب في نفس الوقت صورة الله التي يحملها بداخله
هذه هي العطيّة الثمينة التي يحملها الروح القدس إلى قلوبنا
السلام هو الرسالة الأساسيّة التي يحملها الرسول
فما هي الفضائل الروحية التى يحملها الجوع ؟


الساعة الآن 07:45 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024