يستكمل داود شرح مشاعره نحو أعدائه الذين أحبهم، وتعاطف معهم في ضيقاتهم وأمراضهم، فيقول أنه حسب عدوه كأنه قريبه، أو أخوه، فشعر بآلامه، وتأثر بأوجاعه، وصلى لأجله من كل قلبه.
تزايدت مشاعر داود نحو عدوه فحسبه كأنه أمه؛ لأن علاقة الابن بالأم من أقوى العلاقات. فكان يبكى من أجل عدوه في صلوات كثيرة ومتأثرًا بحالته، كمثل إنسان يبكى على فقد أمه.
يعبر أيضًا داود عن أحزانه على عدوه، فيقول أنه انحنى من الحزن، أي لم يعد ينظر إلى الطعام والشراب والملابس وكل زينة العالم. بل وتزايدت أحزانه، فبكى وانحنى نحو الأرض؛ لتأثره بتعب عدوه. وهذه المشاعر تظهر مدى حبه لكل إنسان؛ حتى من يعاديه.