منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 13 - 05 - 2024, 01:12 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,275,277

"أذكّر" - "إغفر" (سي 27: 03- 28: 9)







"لماذا أغفر؟" بين كاتبي سيراخ والإنجيل الأوّل




يتمحور جوهر نصي هذا الأسبوع، في قرائتنا الكتابيّة فيما بين العهدين حول موضوع الغفران. يروي نصنّا بالعهد الأوّل، من سفر يشوع ابن سيراخ (27: 33- 28: 9). بالنسبة للمقطع الأوّل من النص الأوّلى الـمأخوذة من العهد الأوّل أيضًا العلاقة بين مغفرة الله ومغفرة المرء تجاه القريب، كما يحدد طريقة للحفاظ على القدرة على الغفران. هنا أيضًا نجد أساسًا للمغفرة في إدراك أن "لا أحد يعيش لنفسه". هذا ما يشير إليه يسوع، بحسب متّى، لمّ يعيش "لنفسه"، كذلك فإن المسيحي مدعو لأن يفعل الشيء نفسه. بينما يؤكد ونص العهد الثاني بحسب إنجيل متّى (18: 21-35). عن حقيقة الغفران وهي محوريّة للحياة البشرية والمسيحية. هذا المقطع الإنجيلي مأخوذ من الخطبة الكنسيّة. لذا فإن موضوع الغفران يتّم وضعه في السّياق الدقيق والأوسع أيّ داخل إطار العلاقات الجماعية لتلاميذ يسوع. نشأت كل هذه الخطبة من سؤال بطرس حول مقياس الغفران وتسأوله «كم مرة؟» يجيب يسوع حول الحاجة إلى غفران غير محدود، بناءً على اختبار غفران الله.





"أذكّر" - "إغفر" (سي 27: 03- 28: 9).



يُذكرنا حكيم سفر سيراخ بالعهد الأوّل، بأن هناك فعلين مترابطين بالنص المختار والّذي يريط الإصحاحين 27 و28 من هذا السفر وهما "إذكر" والّذي يتكرر كثيراً. أما الفعل الآخر الّذي يسود على النص بقوة بالرغم من ذِكره مرة واحدة فقط هو "إغفر". لّاهوت سفر سيراخ، الّذي ينتمي لمجموعة الكتب الحكميّة يحمل دعوة لكل المؤمنين بالتحلي بفضيلة الـ"تذكر"، وهنا الذاكرة البشريّة لا بد وأنّ تنشط لتتذكر شيء جوهري. الدعوة التي يُكررها الحكيم بن سيراخ تحمل تعليم دائما جديد لكل عصر وليومنا بالتحديد وهو "سرّ الغفران". "يتذكر" فعل له قيمته اللّاهوتيّة وجوهري بشكل عام في كل الكتب المقدسة اليهوديّة، بالأخص في كتب الشريعة. "يتذكر" هو بمثابة فعل تأسيسي للعلاقة بين إسرائيل الرّبّ (راج تث 6: 3- 6). يكمن في فعل "يتذكر" المصدر الدائم لحياة بني إسرائيل ورجائه؛ حاضرون في الأنبياء، رجال الله والقادرون على "تذكير" الكلمة الإلهيّة وتكرراها بشكل أصيل في أحداث التاريخ المضطربة والمتناقضة. التذكير في الكتب المقدسة يصير صفة تأسيسية لحياة مَن ينتمي لله. لهذا الفعل التذكيري مؤشرات ملموسة تجعل الحياة اليوميّة تستعيد تألق جمالها الماضي. ففي كل الأزمنة "كلمة الله" تحمل هذه الدعوة بشكل معاصر "أُذكر". وفقًا للكتب المقدسة، فإن علاقة إسرائيل بإلهها ترتبط بالشريعة، كان صوت الأنبياء تذكير لتوعية الشعب بالأمانة في التاريخ البشري لهذه العلاقة. نلاحط أن حياة الإنسان الّتي عاشها بامتلاء تترك البصمة الّتي لا تُمحى في الذاكرة البشريّة.



نعم هذه الحياة البشرية الكاملة تتحدث أيضًا وبشكل حتمي عن سرّ "الغفران" ولغته، لكن الغفران أيضًا يعتمد على فعل "أُذكر"! ومن هنا يشير إلينا الحكيم بالشيء الضروري الّذي يجب تذكره من أجل الحفاظ على رّوح "الغفران" وهو نهايتنا "الفساد والموت « أذكُرِ العاقِبَةَ وكفَّ عنِ العَداوة واْذكُرِ الفَسادَ والمَوتَ واْثبُتْ على الوَصايا. اذكُرِ الوَصايا ولا تَحْقِدْ على القَريب واْذكُرْ عَهْدَ العَلِيِّ» (سي 28: 6- 7). نحتاج كمؤمنين أنّ نتذكر ما لمّ يحدث بعد، وهو الموت. أيّ إننا غير باقيين للأبد لذا فمن الضروري أنّ نتذكر ما نحن مدعويّن إليه في نهاية الحياة الأرضية. لذا يصير الغفران نقطة إنطلاق من النظر إلى المستقبل، لأن حقيقة حياة الإنسان لا تُعاش في الماضي، بل يتجه بحياته نحو المستقبل ساعيًا ليُحقق حياته بشكل أفضل من خلال ما يتوسمه المؤمن من الرّبّ وهو الغفران الإلهي. لذا تتجاوز عملية التذكر أفق التاريخ الّذي يعطي معنى ضيق لـ "اليوم" يحياة كل إنسان. يجب علينا أيضًا أنّ نتذكر الفساد والموت. للحفاظ على "المغفرة" علينا بتذكر العهد الإلهي معنا. وينصحنا الكاتب بتذكر الفساد والموت، أيّ إدراك محدوديتنا وضعفنا المتحدين مع عظمة الأفق الإلهيّة بنهاية حياتنا الأرضية.



أخيرًا مدعوين بتذكر الوصايا والعهد. للحفاظ على الغفران، يجب على المؤمن أنّ يتذكر علاقته مع الله الّذي أعطى بمجانيّة وبحب الوصايا والعهد. الآن يدعونا ابن سيراخ إلى النظر إلى الوراء أيّ بالنظر إلى التاريخ الذي اختبر فيه الإنسان بشكل ملموس أنه كان الهدف الأول للرحمة، والغفران من قبل الرّبّ حيتنا إختار الشعب بمجانية وبدون شروط (راج تث 7). هذا التاريخ الثمين الّذي يحفظ محتوى العهد بكتبنا المقدسة ويصير جوهرها. بالنسبة إلى ابن سيراخ، يغفر الإنسان عندما ينظر إلى المستقبل وحاضر بذاكرته ما عاشه بالماضي من غفران ورحمة إلهيين قادرين على أنّ يكشفا له سرّ ملء الحياة. نعم إنّ حقيقة الغفران تتمثل في ملء الحياة الّتي يمكن الاحتفاظ بها في الذاكرة البشريّة بحسب قول الحكيم: «إِغْفِرْ لِقَريبِكَ ظُلْمَه فإِذا تَضَرَّعتَ تُمْحى [تُغفر] خَطاياكَ» (سي 28: 2). أيّ أن القفران للقريب يرتبط بغفران الرّبّ لنا. وهذا ما سنكتشفه بتأكيد في كلمات يسوع بحسب متّى.



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
دعوى قضائية لحل "الحرية والعدالة" و"النور" و"الوطن" و"البناء والتنمية" و"الأصالة"
"الجماعة.. تصلح ما أفسده "بديع" و"الشاطر" ببيان الـ "18 مبررًا".. "الإخوان": لم نترك شباب الثورة يقت
"قنديل" وقيادات "الإخوان" يلتقون "آشتون".. و"بشر" يؤكد: سنطالبها بزيارة "مرسي" ودعم عالمي
مؤسس "اخوان بلا عنف" يكشف مخطط بديع لإغتيال "السيسي" وتمرد "العريان"وعدد "المنشقين"وقرار "بديع"
"مينا" و"باسم" اتفقا مع "مارادونا" و"الصعيدى" و"القليوبى" فى قتل رجل أعمال بالسلام


الساعة الآن 05:58 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024