|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الصورة (مت 22: 20-21) إن يسوع في هذا الحدث، لا يبتكر طريقة للتملص من مصيدة أسئلة خصومه. بل من خلال إجابته، يعيد خصومه إلى واقع مختلف على غير السؤال المطروح ليضعهم على المحك. فهو لا يبرر لـمُجادليه بأي شكل من الأشكال سيادة السلطة السياسية الرومانية، المتمثلة في القيصر. مما يذهل المؤمن اليّوم هو ما تحمله دعوة يسوع الكامنة في سؤاله لمحاوريه ليحملهم إلى البُعد اللاهوتي وليس البُعد السياسي لسؤالهم الخبيث. فيسوع في حقيقة الأمر لا يجيب على سؤالهم، بل يعيدهم إلى الأمانة لإله آبائهم الجهول منهم. يجيب يسوع على تسأولهم بتساؤل قائلاً: «لِمَنِ الصُّورَةُ هذه والكِتابة؟» (مت 22: 20). الدعوة لنا اليّوم مع محاوريّ يسوع إلى النظر إلى عملة معدنية معاصرة لمعرفة الصورة المطبوعة عليها. فقد تأملنا سابقًا كيف دعى اشعيا إلى قراءة التاريخ من خلال قراءة سيادة الله المطلقة والحرة. والحقيقة أنّ مَن يتبع طرقًا غير متوقعة من تصميمه، فيتمكن من قراءتها أيضًا من هذا المنظور. يجذب نظرنا متّى إلى أنّ موضوع السيادة الإلهيّة هو على المحك أيضًا في حياتنا كمؤمنين قد نجهل الله الّذي نعبده ونفقد صورته فينا. نجد من الناحيّة اللّاهوتيّة بأنّ المصطلح المستخدم في المقطع بحسب إنجيل متّى "صورة" من النص اليوناني للكتاب المقدس المطلق عليه "الترجمة السبعينية"، هو ذات التعبير المستخدم بسفر التكوين حينما قال الله: «لنخلق الإنسان على صورتنا ومثالنا» (تك 1: 26-27). هذا ما يشير إلى صورة الله أعجب بها الخالق في الإنسان بمجرد إنتهائه من عمل يديه الخلّاق. نجد هذا المصطلح مرة أخرى بسفر التثنية والذي يحظّر من صنع الصور لآلهة العشتاروت والبعل قائلاً: «فتَنبّهوا لأَنفُسِكم جِدًّا، فإِنَّكم لم تَرَوا صورَةً ما يَومَ كَلَّمَكمُ الرَّبُّ في حوريب مِن وَسَطِ النَّار، لِئَلاَّ تَفسُدوا وتَصنَعوا لَكم تِمْثالاً مَنْحوتًا على شَكْلِ صورَةً ما مِن ذَكَرٍ أَو أُنْثى» (تث 4: 15-16). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|