|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
"أيّها الكاهن لك أقول: ..." بين كاتبي نبؤة ملاخي والإنجيل الأوّل مُقدّمة دُمتم أيّها القراء الافاضل في حضور دائم أمام الكلمة الإلهيّة. في هذا الأسبوع سنناقش موضوع كتابي صعب لأنه يحمل تحدي حقيقي في عالمنا اليّوم. كثيراً ما كنا نتردد في أن نربط الكتاب المقدس بجراءة ووضوح ولكن نصيّ العهدين يجثونا على ذلك في هذا المقال. الآن وقد إنتهت أعمال السينودس الكاثوليكي والّذي دام ثلاث سنوات أين نحن من علميُا من ثماره. هذا المقال يضع أقدامنا على الأرض بواقعيّة هادفين للتحرر من الرّوح النرجسيّة الّتي تسلب حقيقة إيماننا دون أن ندري والسبب هو "الكرسي". نص العهد الأوّل من نبؤة ملاخي بالمقطع التالي 1: 1- 2: 14 ومفتاحه الكتابيّ هو إنحراف الكهنة والّذي يدعونا فيه النبي إلى التوبة والعودة لإعطاء الأولويّة للرّبّ. ثمّ سننتقل للعهد الثاني للتمعن في تعليم يسوع حول كل ما هو يتناقض مع التواضع أيّ ما ينتمي للكبرياء من جانب حارسي الشريعة أي كهنة وبطاركة وأصحاب كراسي الكنيسة اليّوم، فنحن امام تحدي السلطة. لذا تأتي كلمات يسوع لتنيرنا من جانب بتواضعه الإنساني والإلهي ليرفعنا إلى المجد الإلهي ومن الجانب الآخر ليحررنا من رّوح التواضع الزائف والنرجسيّة المميتة الّذي يُغلف حياتنا بشكل يومي إذ لم ننتبه ونتوب لوقعنا في فخ النرجسيّة الّتي تحرمنا من التمتع بالكثير من النعم ومعنى الحياة الحقيقي. النرجسيّة (ملا 1: 14- 2: 10) تحمل رسالة آخر الأنبياء الصغار رسالة نبويّة حادة بل نعتبرها قاسية. فهو مجرد حامل الرسالة الإلهيّة ولا أكثر هذه الكلمات الّتي يتفوه بها النبي اليّوم هي كلمات الرّبّ الّتي يوجهها لشعبه، نحن اليّوم. الشعب بقيادة الكهنة م يعد يعطي الأولويّة لله فصار كلّاً منهم بمثابة "مرجعًا لذاته". وفي هذا الوقت بالتحديد، وقت الوقوع في "حب الّذات" و "الكرسي المريح"، يتدخل الرّبّ برسالته ليوقظنا كمؤمنين، من نساء ورجال، من غفلتنا محرراً إيانا من خطر كبير وهو النرجسيّة. تبدأ رسالة الرّبّ للنبي ملاخي بقوله: «هكَذا قالَ رَبُّ القُوَّات» (ملا 1: 4). وفي هذه الصيغة الكتابيّة قوة لا يعلم بها سوى مَن ينتمي لشعب الله أو مَن يؤمن به حقًا، أيّ نحن الّذين ندعو ذاتنا مسيحيين هذا العصر! ماذا يقول الرّبّ؟ هل هناك من جديد؟ نعم. هذه الرسالة هي رسالة تهديد من الرّبّ لشعبه حينما رغب في أنّ يصير مرجعًا لذاته ويخطط لحياته بعيداً عن الرّبّ خالقه. فقد نسي الشعب ، بسبب قيادة كهنتهم الباطلة، أنّ الرّبّ إلهه هو خالقه وعليه أنّ يتبع مخططه أو يسأله المشورة فيما يفعله. تأتي نبرة النبي في هذه الرسالة تهديديّة لكهنته، فيقول الرّبّ على لسانه: «مَلْعونٌ الماكِرُ الًّذي عِندَه في قَطيعِه ذَكَر، وهو يَنذِرُ ويَذبَحُ لِلسَّيِّدِ ماهر مَعيب، فإِنِّي مَلِكٌ عَظيم، قالَ رَبُّ القُوَّات، واسْمي مَهيبٌ بَينَ الأُمَم» (ملا 1: 14). قد تخيفنا هذه الرسالة الإلهيّة ولكن الرسالة موجهة في المرتبة الأوّلى لكهنة هيكل الرّبّ الّذين لم يضعوا الله في أولوياتهم ولم يساعدوا الشعب على ما يليق بالله حقًا. مدعوين مع كهنة الرّبّ إلى التمييز فيما يتم تخطيطه في الأعمال الرعوية. هذا بالإضافة إلى السمع والطاعة كمؤمنين بالقرن الحالي، لصوت الرّبّ الّذي يحبنا ويهدف لخلاصنا وتحررنا من الأنا النرجسي الّذي سيُفقدنا العلاقة معه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|