نحن وإذ نذكر كلمة الله الّذي صار بشراً في أحشاء مريم، بنت الناصرة، يتحوّل قلبنا الآن إلى تلك الأرض التي تمّ فيها سرّ خلاصنا ومنها انتشرت كلمة الله في أنحاء المسكونة. فالحجارة التي مشى عليها المخلّص ما زالت تحمل الذكرى وتصرخ معلنةً البشرى السّارة. لذلك ذكر آباء السينودس تلك العبارة السعيدة التي تصف الأرض المقدّسة بالإنجيل الخامس. كم هو مهمّ أن تتواجد جماعات مسيحيّة في هذه الأماكن رغم الصعوبات. فالمسيحيّون مدعوون لا إلى أن يكونوا منارة إيمان للكنيسة الجامعة وحسب، بل أن يصيروا خميرة تآلف وحكمة واتّزان في حياة مجتمع لطالما كان متعدّد العرق والدّين.
تبقى الأرض المقدّسة هدف حجّ الشعب المسيحيّ، والحجّ صلاة وتوبة على شهادة كتّاب أقدمين مثل إيرونيموس. ينتهي الحديث بإلقاء الضوء على البعد الروحيّ للاماكن المقدّسة وفيها يمنح الله المؤمنين نعمه. بقدر ما نوجّه القلب نحو أورشليم الأرضيّة يضطرم فينا الشوق لأورشليم السّماويّة، وهي الهدف الأخير لحجّنا، ونزداد غيرة حتى يعرف كلّ البشر اسم يسوع وفيه وحده الخلاص (راجع اعمال ٤ : ١٢).