وقَد وَصَلَ قَبلَه إلى القبْر، فَرأَى وآمَنَ
تشير عبارة "حينَئذٍ دخَلَ أيضًا التِّلميذُ الآخَرُ" إلى دخول يوحنا القبْر اقتداء ببُطرُس الذي علم أنَّ جسد الرَّبّ لم يكن مسروقًا. أمَّا عبارة "َرأَى" في الأصل اليوناني εἶδεν (معناها نظر بوعي وإيمان) فتشير إلى نظرة تصديق وإيمان.
رأى التِّلميذ يوحنا الحبيب في وجود القبْر الفارغ واللَّفائِف المَمدودة والمرتَّبة علامة حملته على الاعتراف في الإيمان بقِيامَة يسوع. وفي الوقت نفسه فان التِّلميذ يوحنا -بعكس مَريمُ المِجدَليَّة -رأى في القبْر الفارغ والمِنديل في مكانه علامة قادته لكي يفهم أنَّ الجسد لم يُسرق ولم يُنقل من موضع إلى آخر.
وهكذا وصل إلى الإيمان بقِيامَة المسيح. إنَّ يسوع قد قام وهو حيٌّ لا محالة، وأنَّه هو المسيح ابن الله. إن الإيمان الفصحى يبدأ في فجر القِيامَة. فقِيامَة الرَّبّ هو واقعُ "رؤية"، أمورٌ تُرَى وأناسٌ يَرَوْن ... مريم المِجدَليَّة "رأَتِ الحَجَر قد أُزيلَ عنِ القبْر" (يوحنا 20: 1)، و "بُطرُس أَبصَرَ اللَّفائِفَ مَمْدودة " (يوحنا 20: 5)، ويوحنا رأى القبْر الفارغ (يوحنا 20: 4).
لم يجدوا الجسد، لكنهم رأَوْا. والرُّؤيةُ تزدادُ شيئًا فشيئًا إلى صرخة مع سائِرُ التَّلاميذ: " رأَينا الرَّبّ" (يوحنا 20: 25).