حلول الرُّوح القدس لفهم الكتاب
المرحلة الأخيرة هي مرحلة الرُّوح القدس: عندما قال يوحنا إنّه بدخوله القبْر "رأى وآمن"، اعترف " بِأَنَّهُما (هو وبُطرُس) لم يكونا قد فهِما ما وَرَدَ في الكِتاب مِن أَنَّه يَجِبُ أَن يَقومَ مِن بَينِ الأَموات " (يوحنا 20: 9). ولكن كالرُّسل الآخرين، تلقّى يوحنّا المقدار الكامل ليفهم ما ورد في الكتاب عندما حلّ الرُّوح القدس في العنصرة، وعندما "كُلُّ واحِدٍ مِنَّا أُعطيَ نَصيبَه مِنَ النِّعمَةِ على مِقْدارِ هِبَةِ المسيح" (أفسس 4: 7).
إنَّنا نؤمن بالقِيامَة بناءَّ على شهادة الرُّسل وما ورد في الكتب المقدسة وتقليد الكنيسة المقدسة. وهي جزء حيوي رئيسي في خطة الله لخلاصنا وتبريرنا من ناحية، ومن ناحية أخرى لم يكن مُمكنًا للسَّيد المسيح القائل: "أنا هو القِيامَة" أن يبق رهين الموت والقبْر! وبالرَّغم من قِيامَة المسيح وشهادة المسيحيِّين له، لكن وجود الملايِّين في العَالَم اليوم الذين لم يسمعوا حتى الآن اسم المسيح القائم والمُخلص يُعد عار وفضيحة لنا جميعًا. فالعَالَم لا يزال بأمس الحاجة إلى شهادة المسيحيِّين لقِيامَة الرَّبّ من خلال إيمانهم وسيرتهم الصَّالحة وتبشيرهم. وتبدأ القِيامَة في حياتنا عندما نعيش الحُبَّ والغفران مع كل إنسان وعندما نُحبّ ونغفر ونُضحّي، عندئذ نصبح شهودًا للقِيامَة وننتقل من الموت إلى الحياة، كما يعلمنا القديس يوحنا: " نَحنُ نَعلَمُ أَنَّنا انتَقَلْنا مِنَ المَوت إلى الحَياة لأَنَّنا نُحِبُّ إِخوَتَنا. مَن لا يُحِبُّ بَقِيَ رَهْنَ المَوت " (1 يوحنا 3: 14).
ويعلق البابا فرنسيس:
"بقيامته فتح لنا الرَّبُّ طريق الحياة في وسط الموت،
وطريق السَّلام في وسط الحرب، وطريق المصالحة
في وسط الكراهية، وطريق الأُخُوَّة في وسط العداوة"
(عظة أحد الفصح 2024).