|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
اتهام المسيح أن به شيطان (ع 48-59): 48 فَأَجَاب الْيَهُودُ وَقَالُوا لَهُ: «أَلَسْنَا نَقُولُ حَسَنًا: إِنَّكَ سَامِرِيٌّ وَبِكَ شَيْطَانٌ؟» 49 أَجَابَ يَسُوعُ: «أَنَا لَيْسَ بِي شَيْطَانٌ، لكِنِّي أُكْرِمُ أَبِي وَأَنْتُمْ تُهِينُونَنِي. 50 أَنَا لَسْتُ أَطْلُبُ مَجْدِي. يُوجَدُ مَنْ يَطْلُبُ وَيَدِينُ. 51 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَرَى الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ». 52 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: الآنَ عَلِمْنَا أَنَّ بِكَ شَيْطَانًا. قَدْ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ وَالأَنْبِيَاءُ، وَأَنْتَ تَقُولُ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَحْفَظُ كَلاَمِي فَلَنْ يَذُوقَ الْمَوْتَ إِلَى الأَبَدِ. 53 أَلَعَلَّكَ أَعْظَمُ مِنْ أَبِينَا إِبْرَاهِيمَ الَّذِي مَاتَ؟ وَالأَنْبِيَاءُ مَاتُوا. مَنْ تَجْعَلُ نَفْسَكَ؟» 54 أَجَابَ يَسُوعُ: «إِنْ كُنْتُ أُمَجِّدُ نَفْسِي فَلَيْسَ مَجْدِي شَيْئًا. أَبِي هُوَ الَّذِي يُمَجِّدُنِي، الَّذِي تَقُولُونَ أَنْتُمْ إِنَّهُ إِلهُكُمْ، 55 وَلَسْتُمْ تَعْرِفُونَهُ. وَأَمَّا أَنَا فَأَعْرِفُهُ. وَإِنْ قُلْتُ إِنِّي لَسْتُ أَعْرِفُهُ أَكُونُ مِثْلَكُمْ كَاذِبًا، لكِنِّي أَعْرِفُهُ وَأَحْفَظُ قَوْلَهُ. 56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ». 59 فَرَفَعُوا حِجَارَةً لِيَرْجُمُوهُ. أَمَّا يَسُوعُ فَاخْتَفَى وَخَرَجَ مِنَ الْهَيْكَلِ مُجْتَازًا فِي وَسْطِهِمْ وَمَضَى هكَذَا. ع48: لم يجد اليهود تهمة يوجهونها للمسيح أشد من أنه سامرى، وكانت العداوة بين الفريقين كبيرة (راجع يو 4). وأضافوا أيضًا أن به شيطان، وكأنهم يردون عليه فيما اتهمهم به.. وذلك غيظا منهم لما قاله عنهم. ولم يدللوا على هذه التهمة بشئ، لأنهم يعلمون جيدا إنه يهودي، ولم يمسكوا عليه خطية واحدة. ولهذا، فإن ما قاله اليهود عن المسيح، يعتبر في عداد الشتيمة والإهانة. ع49: أما المسيح، فلم ينشغل بالدفاع عن أصله ونسبه اليهودي، بل اهتم بدفع ورفض الاتهام الثاني، الذي يمس جوهر لاهوته وقداسة أبيه، معبرا أن ادعاء اليهود أن به شيطان، هو إهانة لكرامة أبيه السماوي التي لا يمكن قبولها، أو التغاضى عنها، لأن الذي في المسيح هو الآب، فكيف يقولون عن الآب إنه شيطان؟! ع50: "لست أطلب مجدى": ليست مهمتى أن أنادى بمجدى الذي هو لى. فقد أتيت لاحتمال المهانة والعار، وليس للدفاع عن نفسى، فتلك مهمة أبى الذي يرى ويفحص كل شيء، وهو الذي يغير على مجدى ويطلبه، بل يدين أيضًا كل من أهان مجد الابن الوحيد. ع51: يؤكد المسيح على حقيقة إيمانية، وهي أن كل من يسمع ويعمل بوصيته، لن يؤذيه الموت الثاني، بل له حياة أبدية. وقد سبق وقال نفس المعنى في (يو 5: 24). ع52-53: يعود القديس يوحنا ويبرز استمرار الفهم المادي الجسدي الحرفي من اليهود لكلمات المسيح، بدلًا من الفهم الروحي لها. ودللوا، بفهمهم الخاطئ، على صحة اتهامهم السابق له بأن به شيطان. وكلمة "علمنا" معناها تأكيد، وهي تشبه تعبير رئيس الكهنة في المحاكمة: "ما حاجاتنا بعد إلى شهود" (مت 26: 65). واستمروا في تأكيد رأيهم بأن إبراهيم وكل الأنبياء والآباء قد ماتوا؛ فمن أنت حتى تُعطَى الحياة وعدم الموت؟ لأنهم لم يدركوا بالطبع أنه كان يتكلم عن العتق من الموت الأبدي، وليس الموت الجسدي. ع54-55: يطابق (ع54) في معناه ما جاء في (ص5: 31)، ويضيف إن ادعاء اليهود بأن الله أبيهم، لم ينقلهم للمعرفة الحقيقية لله، الذي يعرفه هو معرفة ذاتية، من خلال وحدة الطبيعة والجوهر. ويؤكد المسيح أنه لو ادعى عدم معرفة الآب، يكون كاليهود كاذبا في ادعائهم المعرفة به. والبرهان الذي يقدمه المسيح على معرفته بالآب، هو حفظ أقواله وطاعة مشيئته، وهي أبسط المبادئ الإيمانية التي لم يفعلها اليهود مع الله نفسه، وهي سبب دينونتهم، وعدم تعرفهم على شخص المسيح. ع56: جاءت هذه الآية ردا على تهكم اليهود على المسيح في (ع53) "ألعلك أعظم من أبينا إبراهيم؟" أما المعنى: فهو أنه بالحقيقة أعظم من إبراهيم، فإبراهيم -مع مكانته عند اليهود- لم يكن أكثر من شاهدا لمواعيد الله.. وهو بخلافكم، صدق الوعد، بل اشتهى أن يكون معاصرا لأحداث التجسد والفداء، فرآها بالإيمان، وصدق ففرح، وتهلل بالروح.. وهذا ما عبر عنه القديس بولس في (عب 11: 13) عندما قال: "في الإيمان مات هؤلاء أجمعون وهم لم ينالوا المواعيد، بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها." ع57-58: كالمعتاد، لم يفهم اليهود قصد المسيح، بل فسروا كلامه بأنه رأى إبراهيم بالجسد. ولهذا، تهكم اليهود ثانية قائلين: إنك لم تبلغ مبلغ الشيوخ - وهو خمسون سنة عند اليهود - فكيف تدعى رؤياك لمن مات منذ الفى عام؟! أما إجابة المسيح، فكانت تحمل الجانب اللاهوتي في الإعلان عن نفسه، وتؤكد ما جاء في (ص 1: 1) "في البدء كان الكلمة". والمعنى المقصود: وإن كنتم تتعجبون وتهزئون من أنى معاصر لإبراهيم، فالحقيقة، والتي سوف لا تقبلونها أيضا، أننى كائن قبل أن يكون إبراهيم؛ وكلمة "كائن" هذه، هي نفسها الكلمة التي استخدمها الله في تقديم نفسه لشعبه، عندما قال في (خر 3: 14) "أَهْيَهْ" كاسم له، ومعناها: "أنا كائن". فالمسيح هنا يستخدم اسم الله المعروف عند اليهود. وقوله: "قبل أن يكون إبراهيم"، إشارة واضحة للاهوته الأزلي. ع59: اعتبر اليهود ما قاله المسيح تجديف عقوبته الرجم. ولكن، لأن ساعته لم تأت بعد، خرج من الهيكل، واجتاز واختفى عن عيونهم، دون أن يتمموا قصدهم في رجمه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
اتهام المسيح بالتجديف |
اتهام المسيح ببعلزبول |
ينبههم المسيح ألا يخافوا من اتهام الناس لهم |
البابا كيرلس بقوه ربنا يسوع المسيح يخرج شيطان من طفل |
المسيح يشفي رجلاً به شيطان |