|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
قال تيودوريه: »سبق الرسول وقال لتيموتاوس بأن يمارس الفضائل. والآن يدعوه إلى الجهاد αγωνιζεσται. نحن هنا في الإطار الرياضيّ، قبل أن نكون في الإطار الحربيّ كما اعتاد الرسول أن يفعل (1: 18؛ 3: 10؛ 2 تم 4: 7؛ 1 كو 9: 25؛ كو 1: 29). هذا الجهاد هو جميل، حسن، نبيل، بل مجيد. والإيمان هو الرابح (فل 1: 27-30؛ عب 11: 33)، لا ضدَّ الهراطقة، بل في معارضة مع المماحكات والصراعات البشريَّة. جاء الفعلُ في صيغة الأمر، فدلَّ على أنَّ الجهاد يطول، وهو يتوخَّى أن يأخذ الحياة الأبديَّة. كدت أقول بالقوَّة. فهكذا يؤخذ الملكوت، كما قال الربُّ يسوع. ولماذا هذا الجهاد؟ لسببين. الأوَّل، لأنَّ الله يدعونا. قال الرسول لتلميذه تيموتاوس: »واشترك في الآلام من أجل البشارة متَّكلاً على قدرة الله« (2 تم 1: 8). فهدف الدعوة المسيحيَّة هو الحياة الأبديَّة (2 تس 2: 14؛ 1 كو 1: 9؛ كو 1: 13). الربُّ دعا والمؤمن يجيب. والسبب الثاني، هو أنَّ تيموتاوس التزم بكلمة يجب أن يبقى أمينًا لها. هكذا يكون الشاهد للربّ وسط عالم معوجٍ وملتوٍ، وإلاَّ يكون الرسول خائنًا. في المعموديَّة تلقَّى تيموتاوس نداء الله من أجل الحياة الأبديَّة. وفي المعموديَّة قال نعم لهذه الدعوة، فاعترف اعترافًا شفهيٌّا وعلنيٌّا بأنَّ يسوع الناصريّ هو ابن الله على ما قرأنا في 3: 16. ويسوع نفسه الذي اعترف أمام بيلاطس، قال فقط إنَّه المسيح. أمام من شهد تيموتاوس؟ أمام الله وأمام المسيح. وذلك في مواعيد المعموديَّة. وهما كفيلان بأن يساعدا المؤمن على تخطّي الصعاب، وبأن يحكما على خدَّام الكنيسة في اليوم الأخير. الله هو الذي يحيي. ζωογονεω: ولد، أحيا، وهبه عطيَّة الحياة. ثمَّ أمام المسيح الذي بدا الشــاهد الذي يقتـدي به تيموتاوس كما سبق واقتدى به بولس. ομολογια هي الشهادة الأسمى عن آلامه وموته: الاستشهاد والموت، كما قال تيودوريه. وهذا ما يشجِّع تيموتاوس في محن رسالته وصعوباتها. رأى بعض الشرّاح في هذه المواجهة بين المسيح وبيلاطس درسًا للكنيسة: فهي تطلب من الخدّام ومن المؤمنين بأن يسلكوا السلوك اللائق تجاه القوى الزمنيَّة. لا شكَّ في أنَّه يكون انفصال بين الذين يطلبون الغنى والذين يريدون الاستيلاء على الحياة الأبديَّة والاعتراف الإيمانيّ في المعموديَّة. ليس هذا فقط مجرَّد فعل ليتورجيّ، بل بالأحرى هو استعداد للبطولة، على مثال حلف الجنديّ بالدفاع عن وطنه. وحين يتذكَّر تيموتاوس اعترافه الذي حاول أن يكون أمينًا له، وعواطفه السخيَّة التي دفعته إلى الالتزام حين دخل في خدمة المسيح، ينضمّ إلى إعلان المسيح في آلامه، إذا ما أراد أن يتنكَّر لرسالته الإلهيَّة أمام الموت. هو المثال الذي نتطلَّع فيه ونشاهده. وقال الذهبيّ الفم: »كما هو فعل يجب أن تفعلوا«. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|