|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
أمّا أنت يا رجل الله كيف يتصرَّف تلميذ بولس في هذه الحالة؟ هنا أوَّلاً موقف سلبيّ: »تجنَّبْ هذا كلَّه«. وهكذا تكون حياتك »بلا لوم« (7: 14). والموقفان الإيجابيّان: الجهاد بحيث تكون حياتُنا شاهدة في العالم. ثمَّ الانتظار، انتظار مجيء الربّ. لا. القيامة لم تحلَّ بعد. والمؤمن ينتظر مجيء الربّ الذي يحيي أجسادنا المائتة. أ- تجنَّبْ هذا كلَّه جاءت المعارضة قويَّة: أمّا أنت σω δε. تجاه أولئك τις (آ10). وبعد ذلك يأتي المنادى: يا رجل الله. مع الأداة ω فهمنا أنَّ النداء ملحّ جدٌّا. هذا ما نكتشفه في نصوص بولسيَّة أخرى (رو 2: 1، 3؛ 9: 20): »أيُّها الغلاطيّون الأغبياء« (غل 3: 1). ومن هو ذاك الذي يتوجَّه إليه الكاتب؟ هو »رجل الله«. إن كانت هذه العبارة لا ترد إلاَّ في الرسائل الرعائيَّة (هنا وفي 2 تم 3: 17) في الكلام عن المعلِّم الذي يريده الربّ، فهي معروفة في العهد القديم. رجل الله لقب كريم، ووظيفته وظيفة سامية. فموسى هو رجل الله (تث 33: 1؛ يش 14: 6؛ عز 3: 2) على أنَّه النبيّ والمشترع والمتشفِّع. وداود أيضًا (نح 12: 24، 36؛ 2 أخ 8: 14)، ذاك الذي استنبط الموسيقى في الهيكل. دُعيَ صموئيل »رجل الله« وإليه جاء شاول ورفيقه (1 صم 9: 6-9) ليدلّهما على »الاتِّجاه الصحيح«. وكذلك إيليّا وإليشاع. »رجل الله« هو إنسان يُرسله الله فيتقبَّل منه رسالة، ويمثِّله لدى الناس الذين يحمل إليهم الإحسان أو العقاب. هو ينقل قدرة الله. وهو يؤتمن على كلام الربِّ وقدرته. ويكون على اتِّصال وثيق بالله. إذًا هو قدّيس فيه قوَّة العجائب. يعلن الخلاص ويحمله. قال فيه الذهبيّ الفم: »رجل إلهيّ. إكرام كبير«. وقال تيودوريه القورشيّ: »يستحقُّ المديح الكبير« رجل الله هذا هو تيموتاوس، معلِّم الإيمان والمكرَّس لخدمة الله (1: 18؛ 4: 6، 14)، ويكون متجرِّدًا قدر الإمكان من الأرض وخيورها. قال بيلاج: »لا يكون رجلَ الغنى، بل رجل الله«. وفي النهاية، يكون أمينًا لمتطلِّبات مثل هذه الدعوة. يجب عليه أن يهرب φευγε من الضلالات ومن رذائل المعلِّمين الكذّابين، وخصوصًا من الطمع. نلاحظ هنا أهمِّيَّة الهرب حتّى في أيّامنا. هناك من يريد أن يجابه معلِّمي الضلال الذين يأتون إلى بيوتنا، وفي النهاية يقعون في شركهم. هم يأتون »من فوق«، ونحن نريد أن ندافع. عمَّ ندافع؟ ولماذا الكلام، والحوار ممنوع مع هؤلاء الذين يعتبرون نفوسهم وحدهم »المخلّصين«، »المؤمنين؟« أمّا الآخرون فهم هالكون في نظرهم، وإيمانهم ناقص وقريب من الوثنيَّة. يهرب تيموتاوس من جهة، ومن جهة ثانية يطلب، يلاحق διιωκε. فعل متواتر عند بولس (رو 9: 30؛ 12: 13؛ 14: 19؛ 1 كو 14: 1؛ فل 3: 12، 14). يحاول أن يمتلك أو أن يمارس المزايا الأساسيَّة في المسيحيَّة (2 تم 2: 22)، وذلك تجاه الله وتجاه القريب، ولاسيَّما في الظروف الصعبة، ويبتعد من المجادلات وحرب الكلمات ومناوشات المعلِّمين الكذبة. واطلب البرّ δικαιοσυνην. والبرّ لا يعارض فقط البخل والطمع، بل يدلُّ على سلوك تامّ، كامل، مع الناس، ولاسيَّما مع رؤساء الجماعة، مع المؤمنين (2 تم 3: 16) مع الشيوخ أو الكهنة. والتقوى ευσειβια هي العلاقات الحسنة (ευ) مع الله في الحياة الخاصَّة كما في الحياة العامَّة. والإيمان والمحبَّة يحدِّدان الحياة المسيحيَّة، ويصلان بالعقل إلى الكمال. والصبر υπομονη يتضمَّن الاتِّكال على الله، والثبات المتواصل في محن هذا الدهر. مثلاً، حين نتخلَّى عمّا هو نافل. حين نحرم نفوسنا من الضروريّ. حين نُتمُّ واجبنا مهما كان صعبًا. وهكذا يكون الصبر (والاحتمال وطول الأناة) الشرط الضروريّ لممارسة سائر الفضائل (رو 5: 3-4). بل هو المعيار للرسول الحقيقيّ المستند إلى معونة الله. أخيرًا الوداعة πραυπαθιαν. بها يساعد الراعي الخاطئين على الوقوف على أقدامهم والانطلاق من جديد (غل 6: 1؛ 2 تم 2: 25). بها يحتمل احتمالاً شخصيٌّا الهجمات ونكران الجميل بلا مرارة ولا ردَّة فعل عنيفة. بها يهدئ الصراعات. وهنا قال توما الأكوينيّ: »تلك هي أسلحة تيموتاوس الروحيَّة«. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
تيطس هو تلميذ بولس شأنه شأن تيموتاوس |
القدِّيس أوغسطين تلميذ بولس الرسول |
القديس تيموثاؤس تلميذ بولس الرسول |
القديس بولس البسيط ( تلميذ الانبا انطونيوس) |
أنسيموس تلميذ بولس الرسول |