|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
سُلطان مغْفِرة الخطايا والكتبة: إن كان المسيح قد جاء خادمًا للعَالَم كله، يبسط يديه للعمل في حبه الإلهي بلا حدود، فقد قُوبلت أعمال محبته بمقاومة من جهة سلطانه في مغفرة الخطايا. وهذا ما أغضب الكتبة الذين يعتبرون نفوسهم المدافعين عن الله فبدأوا بدهشة يتساءلون " ما بالُ هذا الرَّجُل يَتَكَلَّمُ بِذلك؟ ثم حكموا على كلمات يسوع " إِنَّه لَيُجَدِّف. وكان سبب حكمهم هو " فمَن يَقدِرُ أَن يَغفِرَ الخَطايا إِلاَّ اللهُ وَحدَه؟ (مرقس 2: 7). يعلق القدّيس بطرس خريزولوغُس " إذا كان الربّ هو مَن يغفر الخطايا، فلم لا تتقبّل إذًا ألوهيّة المسيح؟" (العظة 50). لكن سؤالهم كان تحديًا للاهوت المسيح، وقد أجاب يسوع عن ذلك؛ أولا بإجابته عن أفكارهم التي لم يجاوبوا عنها " لماذا تقولونَ هذا في قُلوبِكم؟ فأَيُّما أَيسَر؟ أَن يُقالَ لِلمُقْعَد: غُفِرَت لكَ خَطاياك، أَم أَن يُقال: قُم فَاحمِلْ فِراشَكَ وَآمشِ؟"(مرقس 2: 8). إن الذي يقرأ أفكار النَّاس يستطيع أن يغفر خطاياهم. وثانيا: قدّم يسوع لهم برهانًا. إنَّ الادعاء بمغْفِرة الخطايا لا يمكن أن تدعمه نتائج، ولكن القدرة على الشِّفاء يمكن إثباتها عمليًا حيث استطاع يسوع إن يجعل ذلك الرَّجُل المُقْعَد أن يمشي. ويُعلق القديس أوغسطينوس على الكتبة "كانوا يؤمنون بأنّ الله يملك قدرة مغْفِرة الخطايا، لكنّهم لم يروا أنّ الله حاضر فيما بينهم. لذا، عمل يسوع أيْضًا على جسد المُقْعَد ليشفي الشَّلل الدَّاخليّ عند أولئك الّذين كانوا يتكلّمون عليه بالتَّجذيف. فقام بأمر يُمكنهم أن يروه لكي يؤمنوا هم أيْضًا". |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|