27 - 03 - 2024, 12:46 PM
|
|
|
† Admin Woman †
|
|
|
|
|
|
زيارة السامرة (ع 1-6):
1 فَلَمَّا عَلِمَ الرَّبُّ أَنَّ الْفَرِّيسِيِّينَ سَمِعُوا أَنَّ يَسُوعَ يُصَيِّرُ وَيُعَمِّدُ تَلاَمِيذَ أَكْثَرَ مِنْ يُوحَنَّا، 2 مَعَ أَنَّ يَسُوعَ نَفْسَهُ لَمْ يَكُنْ يُعَمِّدُ بَلْ تَلاَمِيذُهُ، 3 تَرَكَ الْيَهُودِيَّةَ وَمَضَى أَيْضًا إِلَى الْجَلِيلِ. 4 وَكَانَ لاَ بُدَّ لَهُ أَنْ يَجْتَازَ السَّامِرَةَ. 5 فَأَتَى إِلَى مَدِينَةٍ مِنَ السَّامِرَةِ يُقَالُ لَهَا سُوخَارُ، بِقُرْبِ الضَّيْعَةِ الَّتِي وَهَبَهَا يَعْقُوبُ لِيُوسُفَ ابْنِهِ. 6 وَكَانَتْ هُنَاكَ بِئْرُ يَعْقُوبَ. فَإِذْ كَانَ يَسُوعُ قَدْ تَعِبَ مِنَ السَّفَرِ، جَلَسَ هكَذَا عَلَى الْبِئْرِ، وَكَانَ نَحْوَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ.
السامرة:
انقسمت مملكة اليهود منذ أيام "رحبعام" بن سليمان إلى جزئين؛ شمالى: ويسمى إسرائيل أو السامرة، وجنوبى: ويسمى يهوذا أو اليهودية. وتقع السامرة شمالَىْ أراضي اليهودية وجنوبَىْ الجليل، في مساحة ليست بقليلة (47 ميلا طولا و40 ميلا عرضا). وكانت العداوة بين اليهود والسامريين شديدة جدا، لأن يربعام، الذي قسّم المملكة وملك على إسرائيل (القسم الشمالى)، خاف أن يذهب الشعب إلى أورشليم، التي تقع في المملكة الثانية (الجنوبية)، ولذا أقام تماثيل في مدينتين من مدن مملكة إسرائيل ليقدموا الذبائح لها، وبهذا جعل شعبه يعبد الأوثان، فاحتقر يهود المملكة الجنوبية اليهود الساكنين في المملكة الشمالية وقاطعوهم، وبالمثل فعل يهود المملكة الشمالية. وكان كثير من اليهود يتعرضون للقتل عند ذهابهم إلى جليل الأمم مرورا بأراضي السامرة.
تمهيد:
تعتبر الأعداد (1-6) مقدمة للأصحاح كله والذي يتحدث عن لقاء السيد المسيح مع المرأة السامرية... فيهتم القديس يوحنا بأن يوضح لنا ظروف وملابسات هذا اللقاء الهام جدًا كما سنرى.
ع1-4: يوضح لنا أن سبب ترك الرب لأراضي اليهودية، هي المشاكل والمقارنات التي بدأ الفرّيسيّون في إثارتها بين معمودية وأتباع يوحنا من جهة، ومعمودية وتلاميذ المسيح من جهة أخرى (يو 3).
† ويعلمنا السيد المسيح هنا درسًا روحيًا، أن المناقشات التي لا طائل منها ينبغي على الإنسان أن يتجنبها، بل ويهرب منها، لئلا يضيع وقته وجهده، ويفقد سلامه بلا فائدة...
"لا بُد له أن يجتاز السامرة": تحمل هذه العبارة معنيين، الأول بسيط: وهو المعنى الجغرافى أن السامرة في طريقه إلى الجليل. أما المعنى الأعمق فهو روحي: أي "تعب" الله في خلاص المرأة السامرية، فلهذا كان لا بُد أن يجتاز السامرة حتى يتقابل معها ويحدثها.
† ما أعجب تدبيرك يا رب من أجل خلاص نفسى!
ع5-6: "سوخار": بلدة قريبة من شَكِيمَ الأكثر شهرة، وكان بها بئرا حفرها يعقوب ليسقي أغنامه، ويؤكد ملكيته لهذه الأراضي إذ حملت البئر اسمه، وقد وهب يعقوب هذا المكان ليوسف تمييزا عن باقي إخوته (راجع تك 48: 22)، وهذا يؤكد أيضًا نسب السامريين إلى أبيهم يعقوب.
"تعب من السفر": وقف كل آباء الكنيسة المفسرين عند هذه الآية وقفات تأملية، فها هو الإله أخذ جسدنا وعاش حياتنا، وتعب من أجلنا لكي يقدم لنا الخلاص... اختبر الألم والتعب كإنسان، حتى لا يكون لنا عذر في ألا نتعب نحن أيضًا في خدمة الآخرين، فالمسافة التي قطعها منذ تحركه من اليهودية حتى هذه البلدة 40 ميلًا (الميل = 35,1609 مترا)، أي حوالي 64 كيلومترًا، محتملًا مشقة السير في الحر من أجل خلاص نفس واحدة!
ومن المقابلات الرائعة بين ما تشير إليه هذه القصة وببين أحداث الصليب، هو ما نراه من العطش والتعب والساعة السادسة، والهدف هو الخلاص، سواء للسامرية أو للعالم أجمع، وفي كلتا القصتين تركه التلاميذ وحده (ع8).
فيا تَرَى، هل هي مصادفة، أم إشارة نبوية واضحة، كمقدمة لأحداث الصليب؟ ولا نغفل أيضًا أن الساعة السادسة هنا تشير إلى حال المرأة السامرية، إذ أنها، بسبب خطيئتها وسوء سمعتها، خرجت لتستقى في وقت يندر فيه وجود غيرها من النساء معها، حتى تتجنب تعييراتهن ونظراتهن إليها... أما المسيح فيحبها ويسعى إليها!
|