يعد الله الملك بأن يده تصيب أعداءه، فتسقطهم وتهلكهم، أي لا ينجو منهم أحد، وبهذا يتحول الإنسان الروحي المجاهد من مدافع عن نفسه إلى قاهر ومتسلط على أعدائه الشياطين، كما نقول في صلاة الشكر أعطانا أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو.
إن يد الملك تصيب فتعاقب الأعداء، أما يمينه، التي ترمز للخلاص، كما يقول المزمور عن الله "يمين الرب مرتفعة يمين الرب صانعة ببأس" (مز118: 16). فهي تصيب لتخلص الذين يبغضونه، وهذا معناه أن داود، أو المسيح، أو أي إنسان روحي يريد خلاص الذين يبغضونه، فإن كان يؤدبهم ولكنه يريد خلاصهم، كما فعل يوسف مع إخوته.
إن كانت اليد المذكورة في الآية تعنى بها اليسار، فمعنى هذا أن الإنسان الروحي إذا استخدم يده اليمنى واليسرى في الجهاد، أي أن كل أعماله كانت في طريق الجهاد الروحي، فهو حتمًا سينتصر على أعدائه.