|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
من إيمان إلى إيمان هكذا يعلن بولس الرسول أساس الرسالة إلى أهل رومة: »من إيمان إلى إيمان« (رو 1: 17). بالإيمان نعيش الأمانة لله والأمانة اليوميَّة. أو: من الإيمان الذي عرفه العهد القديم، إلى الإيمان الذي نعرفه نحن أبناء العهد الجديد، وهكذا ننطلق من إيمان ينمو يومًا بعد يوم حتّى نصل إلى العيان كما يقول الرسول إلى كنيسة كورنتوس: »نحن اليوم نرى في مرآة رؤية ملتبسة، وأما يومذاك فتكون رؤيتنا وجهًا لوجه« (1 كو 13: 12). الله آمن بنا، وضع ثقته فينا، دعانا إلى تحمُّل المسؤوليَّة في كنيسته. فأقلّ ما يطلب منّا هو أن نؤمن به، نثق به، نستسلم له كما الطفل يستسلم لوالده أو لوالدته في قلب عتمة الليل. أمّا الهدف فهو الحياة والخلاص بحسب قول النبيّ حبقوق (2: 4) الذي يورده بولس في رسالته: »إنَّ البارَّ بالإيمان يحيا« (رو 1: 17). فالإنجيل هو وحي برِّ الله وقدرة الله من أجل خلاص المؤمن، أمّا برُّ الله فنواة لكي نقبل منه البرارة والطهارة فنتعلَّم كيف نعيش بحسب إرادته، بحسب الوصايا والمشورات الإنجيليَّة، وندخل في سرِّ الخلاص على مثال يوسف الذي دعاه الربّ، وهو الرجل البارّ، فما جادل وما قسَّى قلبه، بل أطاع حالاً: ما إن »قام من النوم حتّى عمل بما أمره ملاك الربّ« (مت 1: 24). عن الرسالة إلى رومة كلامنا، وهي تتوجَّه إلى كنيسة لم يعرفها بولس بل استعدَّ أن يتعرَّف إليها. رسالة تقدِّم توليفة رائعة عن الإيمان المسيحيّ. ونحن نودُّ أن نقرأها في خمس محطّات، أربع محطّات في إطار القسم العقائديّ (ف 1-11)، ومحطَّة واحدة في القسم الأخلاقيّ (ف 12-15): بولس خبير بالإحصاء (1: 18-5-11)، بولس المؤمن (5: 12-7: 6)، بولس عالم النفس (7: 7-8: 39)، بولس كاتب التاريخ (ف 9-11). والمحطَّة الأخيرة وفيها ما فيها من نصح وإرشاد، تحاول أن تستخلص من هذا الإيمان المواقف العمليَّة في الحياة اليوميَّة: بعد كلِّ هذا، المؤمن مدعوٌّ إلى الحياة الجديدة في الجماعة المسيحيَّة وفي خارجها. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|