وما شفاهم عشب ولا مرهَم، بل كلمتك يا رب، فهي تشفي الكل. [12]
لم يعطهم عشبًا طبيًا ولا مراهم للشفاء، لا ليمنعهم من استخدام الأدوية، وإنما لئلا ينسبوا شفاءهم من لدغات الحية إلى الأدوية، وليس إلى كلمة الله ووعده بالخلاص.
قدم لنا القديس باسيليوس الكبير في "الأحكام المطولة" السؤال رقم55 حديثًا مطولاُ ومشوقًا، عن نظرة المسيحية للطب والأطباء وعما إذا كان يجوز الالتجاء إلى فن الطب واستخدام الأدوية مع احتفاظنا بممارسة التقوى. وقد قمت بترجمته وتبويبه ونشره في كتاب: "ماذا يقول الآباء عن المرض؟" اقتطف القليل هنا.
بقوله: "فهي تشفي الكل"، يوضح أنه إن كان شعب ما قد انتفع بالشفاء الجسدي من الحيات القاتلة بالتطلع إلى الحية النحاسية، فإنها رمز للصليب الذي يقدم الخلاص لكل العالم. "هكذا أحب الله العالم لكي لا يهلك كل من يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية" (يو16:3).