|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
لأنهم إن كانوا قد بلغوا من العِلم أن يدركوا كنه العالم، فكيف لم يهتدوا بأكثر سرعة إلى سيده؟ [9] مما يزيد من مسئوليتهم في عدم معرفتهم لله أنهم يبحثون في العلوم الخاصة بالطبيعة، ويدركون بعض أسرارها، وكان يليق بهم أن يبحثوا عن الله، فإن التعرف عليه أسرع وأسهل من التعرف على أسرار الكون. خلق الله الإنسان سيدًا للخليقة الأرضية، وأعطاه عقلًا لكي يتعرف على أسرار الكون، ويتمتع بالمعرفة. يمتدح سليمان الحكيم البحث في العلوم والتعرف على قوانين الطبيعة، فالله لم يخلق العقل لكي ندفنه بل كموهبة نضرمها للبنيان. ولا يقف الأمر عند معرفة، أسرار الكون، بل يعبر المؤمن إلى ما وراء الطبيعة، لينعم بمعرفة السماويات ويتذوق عذوبة عربونها، ويختبر الشركة مع السماوي، خالق السماء والأرض. يأسف الحكيم لما وصل إليه الإنسان من الانحطاط، فعوض ارتفاعه إلى السماويات انحط إلى العبادة الوثنية التي تجحد الله الحقيقي، وتدفع بالإنسان إلى الانغماس في الرجاسات، بل وإلى العنف وسفك الدماء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|