|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
العشاء والمدعوين (ع15 - 24): 15 فَلَمَّا سَمِعَ ذلِكَ وَاحِدٌ مِنَ الْمُتَّكِئِينَ قَالَ لَهُ: «طُوبَى لِمَنْ يَأْكُلُ خُبْزًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ». 16 فَقَالَ لَهُ: «إِنْسَانٌ صَنَعَ عَشَاءً عَظِيمًا وَدَعَا كَثِيرِينَ، 17 وَأَرْسَلَ عَبْدَهُ فِي سَاعَةِ الْعَشَاءِ لِيَقُولَ لِلْمَدْعُوِّينَ: تَعَالَوْا لأَنَّ كُلَّ شَيْءٍ قَدْ أُعِدَّ. 18 فَابْتَدَأَ الْجَمِيعُ بِرَأْيٍ وَاحِدٍ يَسْتَعْفُونَ. قَالَ لَهُ الأَوَّلُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ حَقْلًا، وَأَنَا مُضْطَرٌّ أَنْ أَخْرُجَ وَأَنْظُرَهُ. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 19 وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْسَةَ أَزْوَاجِ بَقَرٍ، وَأَنَا مَاضٍ لأَمْتَحِنَهَا. أَسْأَلُكَ أَنْ تُعْفِيَنِي. 20 وَقَالَ آخَرُ: إِنِّي تَزَوَّجْتُ بِامْرَأَةٍ، فَلِذلِكَ لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَجِيءَ. 21 فَأَتَى ذلِكَ الْعَبْدُ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ بِذلِكَ. حِينَئِذٍ غَضِبَ رَبُّ الْبَيْتِ، وَقَالَ لِعَبْدِهِ: اخْرُجْ عَاجِلًا إِلَى شَوَارِعِ الْمَدِينَةِ وَأَزِقَّتِهَا، وَأَدْخِلْ إِلَى هُنَا الْمَسَاكِينَ وَالْجُدْعَ وَالْعُرْجَ وَالْعُمْيَ. 22 فَقَالَ الْعَبْدُ: يَا سَيِّدُ، قَدْ صَارَ كَمَا أَمَرْتَ، وَيُوجَدُ أَيْضًا مَكَانٌ. 23 فَقَالَ السَّيِّدُ لِلْعَبْدِ: اخْرُجْ إِلَى الطُّرُقِ وَالسِّيَاجَاتِ وَأَلْزِمْهُمْ بِالدُّخُولِ حَتَّى يَمْتَلِئَ بَيْتِي، 24 لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ لَيْسَ وَاحِدٌ مِنْ أُولئِكَ الرِّجَالِ الْمَدْعُوِّينَ يَذُوقُ عَشَائِي». ع15: يبدو أن واحدًا من الفريسيين أو اليهود قد فرح بكلام المسيح عن المكافأة السمائية لمن يضيف المساكين، فمدح من يأكل طعامًا في ملكوت السموات، لأن فكرته عن السماء كانت مادية، إذ يظن أن هناك أكلا وشربا مثلما في العالم. ع16: دعا قبول الدعوة هو الاستعداد للحياة مع الله وليس هو الحياة نفسها، بدليل أن كثيرين قد قبلوا الدعوة ولكن في وقت التنفيذ رفضوا لأسباب كثيرة كما يحدث اليوم، إذ يعلن كثيرون إيمانهم نظريًا ولكن عند التطبيق العملى في عبادة الله ومحبة الآخرين يعتذرون بأسباب مختلفة. أعطى المسيح بهذه المناسبة مثلًا عن الاستعداد للملكوت السماوي، وهو أن إنسانًا صنع عشاءً، ودعا إليه كثيرين. هذا الإنسان يرمز إلى الله، وقد صنع عشاءً بموته على الصليب، وتقديم جسده ودمه على المذبح كل يوم في الكنيسة، الذي هو عربون الوليمة السمائية الروحية التي يهبها لأولاده في السماء. ودعا كثيرين، فهو مات لفداء العالم كله فهو "الذي يريد أن جميع الناس يخلصون وإلى معرفة الحق يقبلون" (1 تى2: 4). ع17: عبده: أي المسيح الذي أخذ صورة العبد بتجسده، وأتى يدعو البشر لوليمة جسده ودمه الأقدسين التي يتممها على الصليب. كما يرمز العبد أيضًا للرسل الذين يدعون الناس إلى الكنيسة والإستعداد للملكوت. كل شيء قد أعد الكنيسة مفتوحة وفيها جسد الرب ودمه، وتنتظر المؤمنين ليتحدوا به. ع18-20: الجميع يقصد أغلب المدعويين أولًا، وهم اليهود شعب الله. برأى واحد: اتفقوا على إهمال الإيمان بالمسيح منشغلين بالماديات والكرامة. خمسة أزواج بقر ترمز للخمسة حواس أي الشهوات الحسية. عند دعوة المدعويين اعتذروا عن الحضور، فالله يدعونا للتوبة مرات كثيرة ونحن نرفض. وكانت الأعذار سخيفة جدًا، فالأول اعتذر لأنه قد اشترى حقلًا ويريد أن ينظره، مع أن فحص الحقول لا يكون ليلًا وقت العشاء. وهذا الأول يرمز للمنهمكين في الأرضيات ومحبة القنية. أما الثاني، فاعتذر لشرائه خمسة أزواج بقر ويريد أن يمتحنها. وهذا أيضًا لا يتم وقت العشاء بل في النهار، وهو يرمز للمنشغلين بالشهوات الجسدية. أما الثالث، فاعتذر لزواجه. وهو يرمز للمنشغلين بالعالم وارتباطاته. وهؤلاء الثلاثة يشيرون لمن يرفضون الله من اليهود لأن الله دعاهم أولًا فرفضوا، ثم دعا بعد ذلك الأمم. ع21: غضب الله، صاحب العشاء، لرفض الفريسيين والكهنة ورؤساء اليهود دعوته للخلاص، وأرسل يدعو عامة اليهود المساكين والبسطاء، وكذا الأمم إلى ملكوته، وجمعهم من أماكنهم الحقيرة في الشوارع والأزقة ليرفعهم بحبه إلى السماء. ع22: فعل العبيد، أي الرسل، كما أمرهم الله، ودخل الكثيرون من اليهود البسطاء والأمم إلى الإيمان، فأخبر الرسل الله بكل خدمتهم وبأنه يوجد مكان أيضًا في الملكوت، أي أن دم المسيح مقدم لخلاص الكل إن آمنوا. ع23-24: الطرق والسياجات أماكن خارج المدن وترمز للأمم البعيدين. حتى يمتلئ بيتى لأن الله يفرح بقبول كل المؤمنين في ملكوته. ليس واحد من أولئك الرجال المدعوين السابق دعوتهم في بداية المثل، ورفضوا الحضور للعشاء أي الحياة مع الله على الأرض، فهؤلاء ليس لهم مكان في ملكوت السموات. أرسل الله خدامه مرة ثانية ليلزموا المساكن البعيدين عن الله، أي يشجعوهم ويسندوهم بقوة، إذ من فرط ضعفهم وقعوا في اليأس ومحتاجين للمساندة، فهو يطلب خلاص كل البعيدين الذين لا يعرفون الطريق إلى الملكوت، أما العارفين الرافضين فالله يؤكد أنه لن يدخلهم إلى ملكوته. فالله يشفق على الضعفاء والخطاة، يبحث عنهم ويسندهم ويدفعهم في طريق الملكوت، ولكنه يكره العناد والأستهتار واستباحة الخطية. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|