|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
الرب الديَّان يتخذ غيرته سلاحًا كاملًا، ويُسلِّح الخليقة ليصُدّ أعداءه. [17] ما هي غيرة هذا البار إلاَّ حبه الفائق لعروسه؛ هذا هو السلاح الذي به حطَّم إبليس وكل مملكة الظلمة بصليبه. إنه يُسلح عروسه بذات سلاحه الذي هو غيرة الحب، فلا يجد إبليس - الذي لا يعرف الحب بل الكراهية والبغض - له شيئًا في العروس السماوية. يصوِّر لنا القديس يعقوب السروجي منظرًا خطيرًا، وهو أنه ما أن تنتقل نفس من هذا حتى ينطلق إبليس إليها لعله يجد له موضعًا فيها، وإذ لا يجد موضعًا يمتلئ غيظًا ومرارة. فإن كل ما يشغله أن تشاركه البشرية هلاكه الأبدي. يلبس البرّ درعًا، والحكم الصادق خوذةً. [18] بعد أن تحدث عن الصديقين بصيغة الجمع الآن يتحدث عن البار بصيغة المفرد، إذ يركز نظره على البار الواحد، ربنا يسوع المسيح، الإله المتجسد، إذ حملنا فيه ليهبنا ما له، ولكي يفتح لنا طريق المجد. يأتي السيد المسيح في يوم القيامة لكي يكافئ الأبرار ويجازي الأشرار بغيرة عظيمة. أيضًا كل مؤمن يتحد بالبار القديس يحمل برّه، ويصير السيد المسيح تُرسًا له، يحميه من سهام العدو. السبيل الوحيد للنصرة على إبليس هو الاتحاد مع الله والالتصاق بالحق وحفظ وصاياه فيشهد المؤمن للحق عمليًا بحياته. ليس من طريق للشهادة للقدوس السماوي إلاَّ بأن نحمل روح القداسة ونختبر مع الرسول بولس الجلوس في السماويات. فبدون القداسة يحل بنا الغضب، أو نشرب من الكأس التي نملأها لأنفسنا بعدم قداستنا. الطبيعة نفسها لا تحتمل شر الإنسان، فالبروق والغيوم والسيول والبرد هذه كلها تتكاتف أرض البشرية التي أفسدت الطبيعة ونجَّست الأرض. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|