* "أدخلوا إلى الملكوت، لأني كنت جوعانًا فأطعمتموني" لذلك ستدخلون إلى الملكوت ليس لأنكم لم تخطئوا، بل لأن بإحسانكم أزلتم خطاياكم. كذلك للآخرين: "اذهبوا إلى النار الأبدية المعدة لإبليس وملائكته". هم أيضًا خطاة إذ أنهم متأصلون في خطاياهم ومتأخرون في خوفهم منها. عندما يعرضون خطاياهم أمام عقولهم، هل يستطيعون من أية جهة أن يتجاسروا فيقولوا إنهم يُدانون بغير حقٍ، وأنه قد أعلنت هذه العبارة الصادرة من قاضٍ بارٍ كهذا ضدهم بدون استحقاق؟ فبالنظر إلى ضمائرهم وكل جراحات أرواحهم، كيف يجسرون فيقولوا إننا نُدان ظلمًا؟ لقد قيل عنهم في سفر الحكمة: "آثامهم تتهمهم في وجوههم" (حك 4: 20) سيرون بلا شك أنهم يدانون بعدل عن خطاياهم وشرورهم. ومع ذلك مكانه يقول لهم أنه ليس بسبب ما تفكرون فيه بل "لأني كنت جوعانا فلم تطعموني" فلو ابتعدتم عن كل أعمالكم هذه والتفتم إليَّ لخلصتم من كل جرائمكم وخطاياكم بإحساناتكم، لخلصتكم الآن إحساناتكم وبرأتكم من الخطايا العظيمة لأن "طوبى للرحماء، لأنهم يُرحمون" (مت 5: 7) ولكن الآن "اذهبوا إلى النار الأبدية، لأن الحكم بلا رحمة لمن لم يعمل رحمة" (يع 2: 13).