|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
بين مصيري الأبرار والأشرار أشار الحكيم في الأصحاح السابق إلى مجد البتولية بطريقة غير مباشرة خلال الحديث عن العاقر والخِصي، أما هنا فيتكلم عنها في صراحة، ويمجدها عن الزواج. حسب الحكمة البشرية الزواج أفضل حيث إنجاب الأبناء، وتخليد الذكرى لأجيالٍ طويلةٍ. أما البتولية فتخلد الذكرى على مستوى سماوي. هنا يربط الحكيم البتولية بالفضيلة، فبتولية الجسد دون بتولية الروح وتكريس النفس لعريسها السماوي تُحسب كلا شيء. ذكرى الأبرار وذكرى الشرير 1 إِنَّ الْبَتُولِيَّةَ مَعَ الْفَضِيلَةِ أَجْمَلُ؛ فَإِنَّ مَعَهَا ذِكْرًا خَالِدًا، لأَنَّهَا تَبْقَى مَعْلُومَةً عِنْدَ اللهِ وَالنَّاسِ. 2 إِذَا حَضَرَتْ يُقْتَدَى بِهَا، وَإِذَا غَابَتْ يُشْتَاقُ إِلَيْهَا، وَمَدَى الدُّهُورِ تَفْتَخِرُ بِإِكْلِيلِ الظَّفَرِ بَعْدَ انْتِصَارِهَا فِي سَاحَةِ الْمَعَارِكِ الطَّاهِرَةِ. 3 أَمَّا لَفِيفُ الْمُنَافِقِينَ الْكَثِيرُ التَّوَالُدِ فَلاَ يَنْجَحُ، وَفِرَاخُهُمُ النَّغِلَةُ لاَ تَتَعَمَّقُ أُصُولُهَا، وَلاَ تَقُومُ عَلَى سَاقٍ رَاسِخَةٍ، 4 وَإِنْ أَخْرَجَتْ فُرُوعًا إِلَى حِينٍ؛ فَإِنَّهَا لِعَدَمِ رُسُوخِهَا تَزَعْزِعُهَا الرِّيحُ وَتَقْتَلِعُهَا الزَّوْبَعَةُ. 5 فَتَنْقَصِفُ فُرُوعُهَا قَبْلَ إِنَاهَا، وَتَكُونُ ثَمَرَتُهَا خَبِيثَةً غَيْرَ نَاضِجَةٍ لِلأَكْلِ، وَلا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ. 6 وَالْمَوْلُودُونَ مِنَ الْمَضْجَعِ الأَثِيمِ يَشْهَدُونَ بِفَاحِشَةِ وَالِدِيهِمْ عِنْدَ اسْتِنْطَاقِ حَالِهِمْ. خلق الله الإنسان ليعيش خالدًا لا يمسه الموت، لكن بحسد إبليس دخل الموت إلى العالم، واختار الإنسان بكامل إرادته أن يقيم عهدًا مع الموت، لا مع الله واهب الحياة. الآن إذ شعر الإنسان بفقدانه للخلود تثور في أعماقه مشاعر قوية، ورغبة عارمة نحو تخليد ذكراه. استخدمت البشرية كل وسيلة لتحقيق هذا الهدف مثل إقامة أقواس النصر الفخمة، أو النحت على المعابد، أو إقامة تماثيل ثمينة، وفوق هذا كله صار الإنسان يتطلع إلى ذريته أنها خير ما يحقق دوام ذكراه. من هنا صار عدم الإنجاب - في أذهان الكثيرين - علامة لعنة وغضب الله على الإنسان. هذا بجانب ما كان ينتظره كل يهودي أن يأتي المسيا المخلص من نسله، فإن حُرم من النسل انقطع عنه هذا الرجاء. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً |
الموضوع |
أمام قسوة الشرير يتعب الأبرار حاملين صليبهم من أجل المسيح |
حظور وذكرى |
والإنسان الشرير من الكنز الشرير يُخرج الشرور |
ثمة كلمه لا تموت وذكرى لا تنسى |
شكر وذكري الاربعين لجدتي الفاضلة |