|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
* يا للعجب الذي يفوق الطبيعة حقًا! وقائع مذهلة! الموت الممقوت والمشجوب قبلًا، قد أحاطت به المدائح واعتُبر سعيدًا! فبعد أن كان يجلب الحداد والحزن والدموع والغم الكئيب، ها قد ظهر علة فرحٍ، ومحط عيد احتفالي! بالنسبة إلى جميع خدام الله أُعلن موتهم سرورًا! فإن خاتمة حياتهم هي وحدها تعطيهم اليقين بأنهم قُبلوا من الله. لهذا طوَّب موتهم لأنه يختم كمالهم، ويُظهر غبطتهم؟، حيث يطغي عليهم رسوخ الفضيلة كقول الوحي: "لا تعتبر أحدًا سعيدًا قبل موته" (سيراخ 11: 28). لا نطبق عليكِ (يا مريم) هذا القول، لأن غبطتك لا تأتي من الموت، وموتك لم يتمم كمالك... ليس عند موتك، بل منذ هذا الحبل عينه تُغبطين من جميع الأجيال. لا، ليس الموت أبدًا من جعلكِ مغبوطة، بل أنتِ طرحتِ الموت وبددتِ كآبته وأظهرتِ أنه فرح (بالمسيح الذي ولدتيه). * الآن، لتفرح السماوات ولتصفق الملائكة! الآن لتبتهج الأرض (مز 96: 11، 97: 1)، وليهتز البشر فرحًا! ليدوِّ الجو بأناشيد البهجة، وليُطرح الليل الحالك الظلام الكئيب ومعطفه الحدادي، لا بل بما أنه تلألأ، فليقتدِ بلمعان النهار، بومضات النور. ها إن المدينة الحية التي للرب إله القوات قد رُفعت إلى الأعالي، والملوك يأتون بتقدمة مُتعذر تقديرها من هيكل الرب، من صهيون الشهيرة (مز 68:30) في أورشليم العليا، التي هي حرة، وهي أمهم (غل 4: 26). وأولئك الذين أقامهم المسيح رؤساء على كل الأرض، أي الرسل، يواكبون والدة الإله الدائمة البتولية. * اليوم استُردت المدينة الحية من أورشليم الأرضية إلى أورشليم العليا (غل 26:4، رؤ 10:21)! * هذا القبر وكونه أعز من الخيمة القديمة، قد حوى المنارة الروحية الحية المتألقة بالنور الإلهي، والمائدة الحاملة الحياة التي اقتبلت لا خبز الوجوه بل الخبز السماوي، لا النار الهيولية بل نار الألوهية غير الهيولية. * لتأخذ مريم التي هي الكنيسة الدف في يديها، ولتنشد التسبحة الخاصة بالعيد. لتخرج فتيات إسرائيل الروحي بدفوفٍ ورقصٍ (خر 15: 20)، مُطلِقَات صيحات الفرح! الأب يوحنا الدمشقي |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|