|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
حاكم الله شعبه عندما أخطأوا، لكي يُظهر مدى بشاعة الخطية، حتى في الأشخاص الذين يحبهم كثيرًا. قد يفكر أحد أن الله لو رغب في إنقاذ أي إنسان، فإنه سينقذ خاصته؛ وهو بالفعل يشفق عليهم وينقذهم، كما يشفق الأب على ابنه الذي يخدمه. لكن رغم أنه يسامحهم، إلا أنه ينتقم على أفعالهم وإثمهم (مزمور 99: 8). يُعفي الله الكثيرين من الخطاة من العقاب في هذه الحياة، حيث أنه لن يغفر لهم في العالم الآتي: لكن حيث أن الله قد قرر تمامًا أن يغفر لشعبه إلى الأبد، فإنه لن يسامحهم الآن بالكامل، بمعنى أنه لن يتركهم تمامًا دون عقاب هنا في الوقت الحاضر. كان الله قاسيًا للغاية مع شعبه عندما أخطأوا ، وقد كلفهم هذا كثيرًا. عندما زنى الملك دواد وقتله كلفه هذا سحق عظامه: "فتبتهج عظامٍ سحقتها"، كما قال في مزمور توبته (مزمور 51: 8). وعندما أخطأ بطرس كلفه هذا بكاءً مرًا. التوبة أمر مكلف. فهي عار، وحزن، وألم للإنسان، على الرغم من أنها نعمة والتزام أخلاقي. إذا أضلّ أولاد الله وتهرّبوا من مسؤولياتهم لابد أن يشعروا بالعصا. إنها عصا العهد، لأن التهذيب والتقويم من الفجور موجود في العهد، تمامًا مثلما يوجد تسديد الاحتياجات، والإنذار بالدينونة، وأيضًا وعود الرحمة. في بعض الأحيان تسبب الخطية مثل هذا الحزن لأعضاء الكنيسة أنفسهم بحيث يكونون معرضين لخطر الابتلاع من الحزن المفرط، إن لم يكن من اليأس الكامل والتخلي عن الرجاء في الرحمة (2 كورنثوس 2: 7). الله رحيم ورؤوف، ومع ذلك فهو إله يفتقد الذنب والخطية، وفي بعض الأحيان يعاقب أولئك الذين عرفهم وأحبهم أكثر من كل البشر الذين على الأرض. ورغم أنه لا ينزع رحمته عنهم، إلا أنه يفتقد بعصا معصيتهم وبضربات إثمهم (مزمور 89: 30-33). |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|