|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
يهوذا يرد الفضة (ع 3-10): 3 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى يَهُوذَا الَّذِي أَسْلَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دِينَ، نَدِمَ وَرَدَّ الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ إِلَى رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَالشُّيُوخِ 4 قَائِلًا: «قَدْ أَخْطَأْتُ إِذْ سَلَّمْتُ دَمًا بَرِيئًا». فَقَالُوا: «مَاذَا عَلَيْنَا؟ أَنْتَ أَبْصِرْ!» 5 فَطَرَحَ الْفِضَّةَ فِي الْهَيْكَلِ وَانْصَرَفَ، ثُمَّ مَضَى وَخَنَقَ نَفْسَهُ. 6 فَأَخَذَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ الْفِضَّةَ وَقَالُوا: «لاَ يَحِلُّ أَنْ نُلْقِيَهَا فِي الْخِزَانَةِ لأَنَّهَا ثَمَنُ دَمٍ». 7 فَتَشَاوَرُوا وَاشْتَرَوْا بِهَا حَقْلَ الْفَخَّارِيِّ مَقْبَرَةً لِلْغُرَبَاءِ. 8 لِهذَا سُمِّيَ ذلِكَ الْحَقْلُ «حَقْلَ الدَّمِ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. 9 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: «وَأَخَذُوا الثَّلاَثِينَ مِنَ الْفِضَّةِ، ثَمَنَ الْمُثَمَّنِ الَّذِي ثَمَّنُوهُ مِنْ بَني إِسْرَائِيلَ، 10 وَأَعْطَوْهَا عَنْ حَقْلِ الْفَخَّارِيِّ، كَمَا أَمَرَنِي الرَّبُّ». ع3-4: "قد دين": حكم اليهود بقتله. "ماذا علينا؟":لا يهمنا كلامك، فقد حصلنا على ما نريده، وهو القبض على المسيح. "أنت أبصر":أنت المسئول عن ذنبك، فتصرف كما تريد بعيدا عنا، فلن نساعدك في شيء. عندما علم يهوذا أن اليهود حكموا على المسيح بالموت، نخسه ضميره وشعر بفظاعة خيانته، بل صارت الفضة ثقلا يوجع قلبه ويُذكّره بخطيته، ذهب في الصباح إلى الهيكل، فوجد أنهم قد ذهبوا بالمسيح إلى بيلاطس، ولكن قليلا من الكهنة ما زالوا موجودين، فألقى لهم الفضة ليتخلص مما ينخس ضميره، واعترف أن المسيح برىء، وأنه خائن إذ أسلمه إليهم. ولكن للأسف، كان ندما بدون رجاء، فهو ليس توبة، لأن التوبة هي إيمان بالله ورجاء في الحياة معه، وليس مجرد ندم. أما الكهنة والشيوخ، فحاولوا التنصل من خطيتهم برفض الفضة، وقالوا ليهوذا أن يتحمل ذنبه، فهم غير مسئولين. كيف هذا وهم سيتممون قتله بعد قليل؟! إنه الخداع الذي يخدع به الإنسان نفسه حتى لا يتوب. ع5: لما رفض الكهنة أخذ الفضة منه، ألقاها أمامهم ليتخلص منها، ظنا منه أن هذا يخلّصه من الإحساس بالذنب، وترك الهيكل، بل والمدينة كلها. لكن ضميره استمر ينخسه ويوبخه، فلم يحتمل، وذهب وشنق نفسه. والأرجح أنه علّق نفسه بحبل في الجبل، فاختنق ثم ثقل على الحبل، فانفك من الجبل وسقط، فانشق وخرجت أحشاؤه منه، كما ذكر بطرس الرسول في سفر أعمال الرسل (أع 1: 18). ع6: لم يستطع رؤساء الكهنة وضع الفضة في صناديق الخزانة التي في الهيكل لأنها ثمن دم إنسان، وهم يعتبرون أن العطايا التي توضع في الخزانة مقدسة. ورغم علمهم بكل هذا لم يتوبوا، واستمروا في شرهم حتى صلبوا المسيح. ع7-8: "تشاوروا":أعضاء مجلس السنهدريم، بعد أن قدموا المسيح ليصلب. "حقل الفخاري":حقل يسمى بهذا الاسم، ولعله كان يؤخذ من ترابه لعمل الفخار فسُمى هكذا. وهو لا يصلح للزراعة، فكان ثمنه زهيدا، ويمكن فقط البناء عليه. "للغرباء":اليهود الغرباء عن أورشليم إذا ماتوا فيها، ويكونون فقراء ليس لهم مكان يُدفنون فيه. "حقل الدم":لأنهم اشتروه بثمن دم إنسان وهو المسيح. "اليوم": وقت كتابة متى البشير إنجيله. وجد الكهنة حلا، وهو شراء شيء ما بهذه الفضة لعمل الخير، فاشتروا حقل الفخاري وخصصوه مقبرة للغرباء الذين ليس لهم مكان يُدفنون فيه، وسمى ذلك الحقل حقل الدم تأكيدا لشناعة خطيتهم، ولم يستطع تخفّيهم وراء عمل الخير أن يمحو خطيتهم. ع9-10: بِشَرّهم هذا تمموا ما تنبأ به إرميا النبي (إر 18: 2، 6) عن حقل الفخاري، وزكريا النبي (زك 11: 13) عن ثمن هذا الحقل وهو ثلاثين من الفضة. وهكذا نجد أن كل تفاصيل آلام المسيح عن البشرية كلها، قد تنبأ عنها العهد القديم ليؤمن اليهود، ولكنهم للأسف قسّوا قلوبهم وصلبوه. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|