قداسة البابا شنودة الثالث
"جئت لألقى نارًا على الأرض... فماذا أريد لو اضطرمت" (لو12: 49).
كل من تدخل هذه المار إلى قلبه، يلتهب في الداخل، ويصبح حارًا في الروح (رو12: 11). هذا هو الروح الناري الذي اختبره التلاميذ في الخدمة، حينما تلامسوا مع النار وصاروا نارًا. اشتعلت فيهم نار الغيرة المقدسة، فلم يهدأوا مطلقًا حتى بنوا ملكوت الله في قوة عجيبة ونشاط لا يفتر. وعن مثل هذا قال القديس بولس:
" من يعثر وأنا لا ألتهب؟!" (2كو12: 29).
إنه التهاب بمحبة الله والناس بالروح القدس العامل فيه، الذي يلهبه بالغيرة الروحانية . فمحبة الإنسان لله تجعله يغار على ملكوت الله، ويلهب حماسًا ونشاطًا من أجل خلاص نفس كل أحد. إنها نار مشتعلة في القلب والروح، إن حاول أحد إطفاءها، لا يستطيع.
هل أخذت هذه النار من الروح القدس؟...
هذه النار هي الدرس الذي نأخذه من يوم الخمسين.