|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
إشراق شمس البرّ في الأصحاحات الثلاثة السابقة (1، 2، 3) مزج الاتهامات الثمانية الموجهة ضد شعبه، خاصة الكهنة، بالرجاء في مجيء المسيا لكي يطَّهر ويقَّدس ويقيم من مؤمنيه خاصةً له. الآن يعلن عن يوم مجيء المسيا بكونه إشراق لشمس البرّ يبدد الظلمة التي سادت على الأمم، وأفسدت الأرض كلها. في الأصحاح السابق أبرز الرب اهتمامه الشخصي بالبشرية. فيرسل ملاكه ليُعد له الطريق، ويأتي بنفسه ليقيم هيكله المقدس من البشرية. يأتي كنارٍ تحرق الشر والفساد، وتنقي وتطهر. إنه يشتهي أن يرجع إلى قلوب البشر، في إخوته الأصاغر، مع التمتع بمفاهيم سليمة عن العبادة، والسلوك بروح التمييز. الآن يختم السفر، بل ويختم أسفار العهد القديم بالكشف عن مجيء الرب للخلاص، فيشرق بنور برِّه على الجالسين في الظلمة، ويهب الشفاء لمؤمنيه، حتى يذكروا الشريعة بمفهومٍ روحيٍ عميقٍ، روح الحب والسلام كأسرة واحدة مقدسة. يوم ناري: 1 «فَهُوَذَا يَأْتِي الْيَوْمُ الْمُتَّقِدُ كَالتَّنُّورِ، وَكُلُّ الْمُسْتَكْبِرِينَ وَكُلُّ فَاعِلِي الشَّرِّ يَكُونُونَ قَشًّا، وَيُحْرِقُهُمُ الْيَوْمُ الآتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ، فَلاَ يُبْقِي لَهُمْ أَصْلًا وَلاَ فَرْعًا. تحدث في الأصحاح السابق عن روح التمييز الذي به ندرك أن الله أبونا، فهو يشفق علينا كأبناءٍ له، أرسل كلمته متجسدًا ليضمنا إليه برجوعنا بعمل نعمته. لكن يليق أيضًا أن ندرك أنه القدوس الذي لا يُهادن الخطية، بل يحرقها كما في التنور (فرن). جاء ليبسط يديه بالحب لكل البشرية، فإن صمم إنسان على كبرياء قلبه وفعل الشر يلقي بنفسه تحت الدينونة الأبدية فيهلك. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|