تمتلئ أسفار العهد القديم بالنبوءات عن الرب يسوع منذ ميلاده حتى صعوده إلى السماء، ثم مجيئه الثاني ليدين الأحياء والأموات. ولا يخلو كلام أي نبي من أنبياء بني إسرائيل من نبوة أو أكثر تلقي الضوء على مرحلة من مراحل حياة الرب يسوع. حتى بلعام النبي الاممي الغريب عن شعب إسرائيل تنبأ عن مجيء الرب يسوع بالجسد، فقال: «أراه ولكن ليس الآن. ابصره ولكن ليس قريباً. يبرز كوكب من يعقوب، ويقوم قضيب من إسرائيل…» (عدد ٢٤: ١٧). وهكذا يشترك جميع الأنبياء في التنبؤ عن شخص الرب يسوع.
أما يونان النبي فقد تميز على كثير من الأنبياء، فهو لم يتكلم متنبئاً عن مجيء الرب فقط، بل صار هو نفسه رمزاً يشير إلى موت الرب وقيامته. هذا ما أوضحه الرب يسوع عندما طلب قوم من الكتبة والفريسيين أن يريهم آية من السماء، فرد عليهم قائلاً: «جيل شرير
وفاسق يطلب آية، ولا تُعطى له أية إلا آية يونان النبي. لأنه كما كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، هكذا يكون ابن الإنسان في قلب الأرض ثلاثة أيام وثلاث ليال … لأنه كما كان يونان آية لأهل يينوى، كذلك يكون ابن الإنسان أيضا لهذا الجيل، (مت ١٢: ٣٩ و٤٠ ، لو ١١: ٣٠)