|
رقم المشاركة : ( 1 )
|
|||||||||||
|
|||||||||||
وكان جميع بني هارون في مجدهم، وتقدمة الربّ في أياديهم أمام كل جماعة إسرائيل [13]. عند إتمام الخدمة على المذبح وتدبير تقدمة العليّ القدير [14]، كان يمدّ يده إلى الكأس، ويسكب من دم العنب، كان يصبّه على أساس المذبح، رائحة عطرة أمام العليّ ملك الكل [15]. إذ يُشَجِّع الرسول بولس تلميذه على الجهاد بقوة الروح من أجل الكرازة بالحق، متممًا خدمته حتى النهاية بفرحٍ، قَدَّم نفسه مثالًا، إذ جاهد حتى النفس الأخير. حقًا ما أروع كلماته: "فإني أُسكَب سكيبًا، ووقت انحلالي قد حضر" (2 تي 4: 6). كأن الرسول قد عاد بذاكرته إلى أب الأسباط كلها يعقوب، وقد أقام عمودًا وسكب عليه سكيبًا ودهنه بالزيت (تك 35: 14)، غالبًا ما كان هذا السكيب من الخمر، قَدَّمه على العمود كتدشين لأول بيت يُقَام لله في تاريخ الخلاص، إشارة إلى عطية فرح الروح القدس التي تملأ بيت الله أي شعبه. كأن الرسول يرى وسط آلامه داخل السجن منطلقًا نحو ساحة الاستشهاد أن روح الفرح الإلهي يملأ حياة الكنيسة خلال آلام الرسول. ولعل الرسول وهو يتحدَّث عن نفسه كسكيبٍ يُسكَب، يذكر ما ألزمت به الشريعة من تقديم خروفين كل يومٍ، الواحد في الصباح والآخر في العشية، أثناء تقديمه يُصنَع له سكيب من الخمر (خر 29: 40-41). وكأن ذبيحة الصليب قد ارتبطت بفرح الروح القدس الذي ينسكب على الكنيسة خلال الحمل الإلهي الذبيح. هذه هي خبرتنا المستمرة، ففي ليتورچيا الإفخارستيا، إذ تُقَدِّم الكنيسة للآب بالروح القدس تقدمة الابن الوحيد، جسده المبذول، يسكب عليها وفيها فرحه الإلهي بحلول روحه القدوس الفائق! هذا ما رفع الكنيسة إلى التغنِّي بليتورچيا الإفخارستيا كتسبحة فرح فائق، هي من صنع الروح القدس واهب الفرح الحقيقي! |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|